هلا فلسطين: أفادت مصادر "اسرائيلية" نقلا عن وزير الداخلية في حكومة غزة فتحي حماد قوله اثناء زيارته الاثنين لإحدى الجامعات بخان يونس: " سنحرر عكا وحيفا وينضم الينا في ذلك الجيوش من كافة ارجاء الارض ".
 
كما وجه حماد قوله لرئيس وزراء "اسرائيل" نتنياهو بشكل مباشرة "نحن قادمون لتحرير حيفا وعكا وسيكون معنا جيوشا من كافة انحاء العالم وما الاساطيل التي تصل الينا سوى رسالة مفادها ان نبقى متمسكين بطريق الجهاد وان العدو الذي يحاول فرض الحصار علينا هو نفسه محصورا خلف الجدر وقادته يخشون السفر الى الخارج خشية محاكمتهم ".
 
******
 
يُسر المرء بسماع الحديث عن عكا وحيفا وبقية فلسطين المحتلة عام 1948م وعن تحريرها، حيث بات الحديث عنها لدى الدول الإقليمية والأنظمة العربية والقوى الدولية من المحرمات السياسية، وباتت مناداة الفصائل الفلسطينية بتحريرها تراثاً غابراً، وأصبحت فلسطين على خرائط الأنظمة والسلطة هي الضفة وغزة دون سواها، وحيفا وعكا وصفد واللد والرملة والنقب وعسقلان هي "اسرائيل"!!
 
فهل تصريحات السيد حماد عن تحرير عكا وحيفا هي توجهات وتطلعات فردية ام تعبر عن سياسة حكومته ونهجها؟ وهل يتعارض قبول حكومة وحركة حماس بإقامة دولة على المحتل عام 1967م مع هذا التصريح؟ وسعيها وفق تصريحات السيد مشعل لأن تكون جزءاً من المفاوضات، وحرصها على أن تستمع الإدارة الأمريكية منها بشكل مباشر؟ أم أن حكومة حماس غيرت موقفها ورفضت الوساطات والمساعي الدولية وما عادت تقبل بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على المحتل عام 1967م وتريد تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها؟
 
ومن ثم أليس الحديث عن تحرير عكا وحيفا بمعونة الجيوش يتطلب توجيه خطاب ونداء حكومته وحركته نحو الجيوش واستنهاضها للتحرك من ثكناتها لتحرر فلسطين؟ أو يتطلب منها على أقل تقدير أن تكف عن ملاحقة الداعين للخلافة الذين ما فتئوا يستنهضون جيوش الأمة لتتحرك فتحرر فلسطين؟! وهل عنى السيد حماد بجيوش الأرض غير جيوش المسلمين التي ستحرر فلسطين؟ ومن ثم أليس ذلك يتعارض مع توجه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي صرح في قمة الدوحة الطارئة بالقول بأنه لا يريد توريط الأمة العربية في حرب جيوش ؟!
 
أم أن جوهر الخلاف يكمن في أن حركة حماس تتبنى خطابين اثنين؛ أحدهما لأتباعها حيث المواقف والخطابات الرنانة والثاني خطابها للأنظمة والقوى الدولية حيث التماشي مع المقترحات والوساطات الدولية؟!
 
نرجو ان يكون تصريح السيد حماد تصريحاً حقيقياً وأن تقلب حركة حماس ظهر المجن لجميع القوى الاستعمارية واذنابها من الأنظمة العربية، وأن تبقي برجوعها إلى المقاومة والجهاد جذوة الصراع مع الكيان اليهودي الغاصب متقدّة إلى ان ييسر الله لفلسطين من يحرك جيوش الأمة لتزحف نحوها مهللة مكبرة فتحررها وتطهرها من رجس يهود. وإن لم يكن ذلك فالعجز اولى من الفجور.
 
26-10-2010م