في تصريح خطير يدل على اختلال المرجعية، وتحكّم العقلية المضبوعة بأوهام الغرب وطريقته في حل المشاكل والبعد عن تحكيم شرع الله، واللجوء إلى تحكيم وتشريع البشر على الطريقة الديمقراطية الحرام، والتي تجعل من البشر الهة من دون الله عبر جعل التشريع والسيادة للشعب، قال مشعل في تصريحات لمجلة نيوزويك الأمريكية "إن حماس ستقبل اتفاقا مع إسرائيل إذا وافقت عليه غالبية الفلسطينيين"، مضيفا "سنحترم خيار الشعب الفلسطيني".
 يأتي ذلك من رئيس المكتب السياسي لحركة إسلامية في تجاهل واضح للأحكام الشرعية المتعلقة بالأرض المباركة، ولا مكان هنا للقول ان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يجهل الأحكام الشرعية المتعلقة بأرض فلسطين، أو يدّعي عدم وجودها ليلجأ للبشر سواء كانوا أهل فلسطين أو غيرهم ليضعوا له الأحكام بخصوص الأرض المباركة فيربط تنازله عنها بموافقتهم على ذلك عبر استفتاء، ولا يُجادل حتى مجرد جدال في تلك الفكرة وان كان جل أهل فلسطين لا يرضون بذلك، فالأمر اكبر من الاطمئنان إلى رأي أهل فلسطين أو غيرهم، الأمر متعلق بإرضاء الله والتسليم بحكمه، فهل يجوز لمسلم ان يُخضع الأحكام الشرعية لرأي أغلبية؟! وذلك كتحليل الربا أو الزنا بناء على رأي الأغلبية، فهل يجوز التصويت على حل أو حرمة الربا أو الزنا حتى يجيز مشعل أو غيره التصويت على التنازل عن أرض فلسطين المحتلة عام 1948م ؟؟؟؟
ان حكم الإسلام في فلسطين واضح لكل مسلم لديه أدنى اطلاع على أحكام الإسلام، عوضا عن ان يكون جلياً لرئيس مكتب سياسي لحركة إسلامية.
ففلسطين ملك لجميع المسلمين في كلّ أرجاء المعمورة، وهي ليست ملكاً لأهلها أو ساكنيها من (الفلسطينيين)، ذلك لأن الإسلام قد جعلها أرضاً خراجيه تعود ملكية رقبتها لعموم المسلمين حتى يوم القيامة، وعليه فلا يجوز أن يكون التصرف فيها خاصاً بالفلسطينيين فقط حتى ولو كان تصرفهم بتا موافقاً للحكم الشرعي، فما بالك إذا كان التصرف مخالفا لبديهيات الإسلام، و خيانة عظمى وجريمة كبرى في حق أرض الإسراء والمعراج، وحق الفاتحين، وحق أهلها من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمشردين؟!!.
أما حديث مشعل عن سقف ذلك الاتفاق مع يهود فلا يعدو كونه توافقاً مع المشاريع الدولية ورؤيتها في حل الصراع، فقد قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بأن الحركة ستكون مستعدة لقبول اتفاق مع "إسرائيل" إذا وافقت على إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967عاصمتها القدس وحق العودة وأن يكون للدولة الجديدة سيادة كاملة علي أراضيها وحدودها وبدون مستوطنات.
وما دام التوافق مع المشاريع الدولية هو الطريق الوحيد لدخول "المجتمع الدولي" وشرط لنزع كل الصفات التي تلصقها الدول الاستعمارية ولا سيما الولايات المتحدة بالخارجين على مشاريعها، كالإرهاب والشر والتطرف والأصولية، فإن مشعل يبدو مهرولا في سبيل تقبل الإدارة الأمريكية لحركته عبر السير في تلك الطريق،فقد قال رئيس المكتب السياسي لحماس انه يرغب في ان تكون الحركة طرفا في المفاوضات، وألا تكتفي الإدارة الأمريكية فقط بالحوار مع حماس عبر وسطاء مثل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، وأوضح على الإدارة الأمريكية أن تسمع من حماس مباشرة.
وفي غموض آخر يلف تصريحات مشعل للصحافة الأمريكية أشارت نيوزويك إلى ان مشعل بدا منزعجا، من توصية الجامعة العربية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعدم الانسحاب من المفاوضات والموافقة على تعليقها لمدة شهر واحد، قائلا: "إن ذلك لن يحل المشكلة بل سيؤدي إلي إرجائها فقط".
فهل عمي على مشعل السبيل لتحرير الأرض المقدسة؟؟؟ وأن قضية فلسطين ليست مشكلة تحل بالتفاوض أو الانسحاب من المفاوضات؟؟؟ فارض فلسطين يجب ان تحرر ويقتلع هذا الكيان من الأرض المباركة مرة والى الأبد، ويجب ان تخاطب الأمة بمجموعها لتحريك الجيوش والقيام بمسؤولياتها تجاه ربها ومقدساتها؟! ولن يكون ذلك إلا بإقامة دولة الخلافة الني ستحكّم شرع الله وتعيد عز الأمة وتحرر الأرض والمقدسات وتحمل الإسلام رسالة هدى ونور للعالم.
وأننا نتوجه مرة أخرى لإخواننا في حركة حماس وندعوهم لمحاسبة قادتهم والأخذ على أيديهم للكف عن هذا الترويض الحاصل والرامي إلى قبول التنازل عن أرض فلسطين ومقدسات المسلمين، فالإسلام أوضح من أن يغطى بغربال التصريحات الإعلامية.
23-10-2010م