تداعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومعها مركزية فتح، لعقد اجتماع لها في رام الله، لمناقشة أزمة الموقف الذي وضعها فيه نتنياهو، ومن ثم خرجت بتصريحات إعلامية مفادها أن "لا مفاوضات دون وقف الاستيطان".
 
***
 
يمكن للنظرة السطحية لهذا التصريح حول موقف المنظمة أن تقود إلى نتيجة خاطئة وهي: أن المنظمة تستطيع أن تقول لا، وأنها قادرة على تغيير المسار الأمريكي المفروض على قضية فلسطين. ولكن النظرة السياسية الواعية لحاضر وماضي منظمة التحرير يكشف سخافة الموقف "الوطني".
 
إن منظمة التحرير التي تبنت الكفاح المسلح –تضليلا- عند نشأتها، وحملت اسم التحرير، لم يعد لها أي صلة لا باسمها ولا بطريقها الذي أعلنته عند نشأتها، بعدما انكشفت لجنتها التنفيذية عن مجرد جوقة من العازفين لألحان المفاوضات، تجتمع كلما احتاج رئيسها غطاء للاستمرار في نهج الانبطاح الذي لم يُبق نخوة ولا عزة ولا كرامة، أو للتمهيد لاجتماعات الزعامات العربية التي تنتظر التعليمات الأمريكية، ومن ثم تهرول لتنفيذها بغض النظر عن مواقف هذه القيادات، التي كبلتها الاتفاقيات مع الاحتلال، ولا تتحرك على الأرض إلا بتصاريح منه.
 
ولقد صار لزاما أن تسمى منظمة التفاوض الفلسطينية، وخصوصا في ظل تلاعن حاضرها مع ماضيها: بعدما جَرّمت أدبياتُ حاضرِها ماضي أدبياتها، ولا شك أن ماضي أدبياتها يجرّم حاضرَ أعمالها وأقوالها.
 
إن إنشاء منظمة التحرير كان منذ البداية عملا خيانيا من قبل الأنظمة العربية التي تخلّت عن واجبها بالدفاع عن الأرض وتحريرها بجيوشها، لكي تُدحرج القضية نحو دويلة هزيلة لا تقوم لها قائمة إلا بقدر ما يرضى الاحتلال المجرم عن أدائها الأمني، تحقيقا لحل الدولتين، كمشروع أمريكي قديم يتجدد.
 
إن النظرة السياسية الواعية تقضي أن نهج المفاوضات هو نهج باطل شرعيا وسياسيا، سواء توقف الاستيطان أم لم يتوقف ؟ فلا فرق بين مغتصبة في حيفا وأخرى في يطا ! وفوق ذلك يشهد الواقع أيضا أنه نهج تضليلي ترويضي، وخصوصا أن بعض رجالات المنظمة تؤكد أن المنطقة تشهد حراكا كاذبا نحو "السلام".
 
فلماذا لا تستطيع منظمة التحرير ورجالاتها أن تقول: لا لنهج المفاوضات حتى ولو توقف الاستيطان بعدما ذكرت مرارا وتكرارا أن نتيجته كانت ولا زالت صفرا أجوفا؟ 
 
للاستماع لنص الخبر والتعليق يرجى زيارة الرابط التالي:
 
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_9893