نقلت وكالة معا أن القوى اليسارية الفلسطينية في الخليل نظمت السبت 24-9-2010م مظاهرة جماهيريه حاشده رافضه لاستمرار المفاوضات دون وقف الاستيطان ودون مرجعية وطنية. وقد شاركت في المظاهرة قيادات لعدد من التنظيمات والتي تدور ضمن فلك منظمة التحرير الفلسطينية.
***
إن المفاوضات نهج باطل سواء توقف الاستيطان أم لم يتوقف، وسواء تم وجود مرجعية وطينة أم لم يتم. وليس المهم فقط أن يرفض السياسيّون نهج المفاوضات ولكنّ الأكثر أهمية هو لماذا نرفض ؟ إن الواجب على القيادات التي تنهض للعمل لقضية فلسطين أن تلتزم مرجعية الأمة التي تنتمي إليها، وأن تحدد مواقفها السياسية بناء عليها، ساعتها يكون عملها منتجا ويسهم في التقدم نحو التحرير.
وإن مرجعية الأمة الإسلامية تقتضي أن كلمة فلسطين هي ذات معنى واحد لا يتعدد وهي كل الأرض التي اغتصبها يهود وهي ليست محل تفاوض، وأن قضية فلسطين حسب مرجعية الأمة تعني واقعا واحدا ليس محل خلاف وهو أن كل تلك الأرض هي أرض محتلة يتوجب على الأمة تحريرها، وأن حل القضية هو في نهج واحد لا يتغير وهو خلع هذا الاحتلال من جذوره بجهاد تخوضه جيوش هذه الأمة، ولا يمكن أن يتم عبر نهج التفاوض.
ولقد أبرز النظام الديمقراطي موضوع المعارضة السياسية كجزء من تركيبته السياسية، وهي معارضة تتعايش مع الواقع السياسي الذي تتحرك فيه، وهي تسعى في العادة لمجرد تعديل مسار الحكومات، ولا تستهدف التغيير الجذري، وفي مقابل ذلك فإن الإسلام قد شرّع المحاسبة السياسية كجزء من نظامه السياسي، والتي لا تقبل أيّ انحراف من الحاكم عن مرجعية الأمة، والمتمثلة سياسيا في جملة من الأحكام الشرعية تتم محاسبة الحاكم بناء عليها.
وحري بالمسلمين أن يلتزموا ما يفرضه الوعي السياسي في متابعة شأنهم الجاري، وأن يقوّموا الأعمال والتوجهات بناء على إسلامهم.
26-9-2010