رام الله – تحليل إخباري- معا- من يحمي حياة المواطنين وممتلكاتهم وأراضيهم في ريف الضفة الغربية؟ هذا السؤال بات مثارا في أوساط أغلبية الناس الذين يجدون أنفسهم إمام تهديدات مباشرة تستهدف حياتهم في قرى وبلدات الضفة في أعقاب الموجة المسعورة التي تشنها جماعات المستوطنين المتطرفين الذي يبدعون وسائل جديدة في استهداف حياة المواطنين والاعتداء على ممتلكاتهم وأراضيهم الزراعية وغير الزراعية.
الحديث عن الريف يعني في مضمونه الحديث عن قرابة 70% من الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية، ففي الوقت الذي يبادر جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لتوفير الحماية للمستوطنين والحفاظ على مقومات وجودهم في هذه المستعمرات التي أقيمت عنوة على مقربة من التجمعات السكانية الفلسطينية، لا يجد الفلسطينيون العزل من يدافع عنهم وحمايتهم إمام الهجمات والجرائم التي ينفذها المستوطنون المسلحين.
****
قبل أربعة أيام صرح اللواء ذياب العلي قائد قوات الأمن الوطني بعد الاجتماع الذي ضم قادة المناطق والمديريات والشعب وقادة الكتائب العسكرية التابعة لقوات الأمن الوطني في الضفة الغربية. بأنّ القوات ستبقى كما كانت دائما القابضة على الجمر وتبذل الغالي والنفيس من اجل الحفاظ على مكتسبات الشعب الفلسطيني ومكتسبات السلطة الوطنية ولن تسمح بعودة عقارب الساعة إلى الوراء، وأن من يحاول العبث بأمن الوطن والمواطن إنما كمن يحاول عبثا النيل من نجوم السماء. وأوضح العلي بأن قيادة القوات لن تتهاون مع كل من يحاول الإساءة لأي مواطن أيا كان هذا المواطن، مشددا على أن القوات تضرب بيد من حديد على كل الخارجين عن القانون والعابثين بأمنه وأمانه.
هذا التصريح الناري صدر من العلي بعد ما قامت به السلطة من ملاحقة منفذي عملية قتل المستوطنين بالخليل وعملية رام الله.
فماذا عسى العلي أن يجيب على تساؤل الناس ووسائل الإعلام في اجتماعه المقبل مع من يسميهم بقادة المناطق؟!
أم أنّ اللواء العلي حين حديثه عن أمن وأمان المواطن والضرب بيد من حديد على يد من يعبث بالأمن يقصد به أمن يهود والمستوطنين والضرب بيد من حديد على يد كل فلسطيني يفكر بتهديد أمنهم؟!
لا أظن أن أحداً ينتظر الإجابة من العلي ولا من السلطة، وما السؤال الذي يتساءله الناس والإعلام إلا من قبيل الاستنكار والحسرة على ما آل إليه حال السلطة وحال أهل فلسطين في ظلها.
 فسلوك السلطة وممارساتها المفضوحة أجلى جواب وإن صمتت السلطة أو أجابت كاذبة، فالجواب ما نرى لا ما نسمع أو سنسمع.
25-9-2010