بيت لحم-معا- قال صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير أنّ السلطة الفلسطينية قدمت للإدارة الأمريكية اقتراحاً مفصلاً من شأنه أن يؤدي إلى إنهاء النزاع في المنطقة، وأضاف عريقات في مقابلة نشرتها اليوم صحيفة هآرتس الناطقة بالعبرية أنّ هذا الاقتراح الذي قُدم إلى المبعوث الأمريكي، جورج ميتشل، يتضمن خرائط ووثائق حول موقف الجانب الفلسطيني من جميع قضايا الوضع الدائم بما في ذلك الحدود والقدس واللاجئون والمياه والترتيبات الأمنية، ورفض عريقات الإدلاء بالمزيد من التفاصيل حول مضمون الاقتراح الفلسطيني مكتفيا بالقول أنّ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اقترح في هذه الوثائق أكثر مما اقترحه في الماضي على رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت.
****
من الواضح أنّ السلطة الفلسطينية باتت تتوسل ليهود بمزيد من التنازلات بلا أي خجل أو مواربة، وهذا ما أكده كبير مفاوضيها في الخبر أعلاه، والذي يأتي في سياق الدعاية للاقتراح الجديد والترويج له لتشجيع يهود على قبوله.
ومن الواضح أيضا أنّ مسألة التحرير لم تعد قائمة ولا واردة حتى في مفردات الخطاب الذي تتحدث به السلطة، وأصبح كل حديثها يدور حول حجم التنازلات المذلة، ومقدار التفريط والتسليم المهين.
وأما الإسطوانة التي يكررها أزلام السلطة بالحديث عن الحدود والقدس واللاجئين والمياه والترتيبات الأمنية، "أي الحل النهائي" فليس لها إلا مدلولا واحدا وهو تصفية قضية فلسطين لصالح كيان يهود ولصالح المشاريع الأمريكية والغربية في المنطقة.
فلم يبق شيء من فلسطين لم يتنازل عنه عباس وزمرته حتى يقترحون ما هو أكثر!، وباتت مصالح رجال السلطة ورواتبهم أثمن من الأرض المباركة ومسرى الرسول عليه السلام عندهم، وأضحى عباس وزمرته يقدمون التنازلات تلو التنازلات وكأنهم يظنون أنّ فلسطين ملك يمينهم.
لقد بات من نافلة القول تبعية السلطة الفلسطينية ورجالها للإدارة الأمريكية، وتقديمها الخدمات الجليلة لكيان يهود، والسهر على حراسة مستوطنيه وجنوده ليل نهار، واعتقال كل من يحاول مس أمن يهود، والبطش بمن يقاومون المشروع الأمريكي في المنطقة المتمثل في منع وحدة المسلمين وإقامة دولة الخلافة التي ترعبهم قبل قيامها.
ولكن أولى بالسلطة أن تعلم أنّ فلسطين ليست بلاد الواق واق، بل هي أولى القبلتين ومسرى الرسول عليه السلام، فتحها عمر الفاروق وحررها صلاح الدين، ولن تكون يوما للأقنان في المزرعة الأمريكية، ولن تنال السلطة من فعالها إلا أن تصبح على هامش التاريخ مسربلة بالذل، فما هي إلا ساعات الليل الأخيرة قبل مجيء صلاح الدين، خليفة... يتحدث بأمر المسلمين، فيحرر أرضهم ويلقن أعداءهم الدروس المريرة. وما ذلك على الله بعزيز.
1-8-2010