خبر وتعليق: ديفيد هيل، موظف من الدرجة الرابعة يملك القرار العربي، ويأمر بتهيئة الأجواء للمفاوضات المباشرة !!!
 في مشهد يدلل على مدى تبعية الأنظمة العربية وعلى ارتكازها على أدني درجات الارتهان والذل لأجنبي، تخرج التصريحات بعد اجتماع لجنة المبادرة العربية متناقضة يظهر فيه الارتباك، خاصة بعد المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد الاجتماع وتناقضت فيه الأقوال بين الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ورئيس اللجنة الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني. فموسى قال إن المفاوضات تحتاج لمتطلبات وشروط وهو ما يتفق معه الفلسطينيون، بينما تحدث الشيخ حمد عن خلق البيئة وإطلاق يد الرئيس أبو مازن في عملية السلام.
ويزداد مشهد الذل والتبعية وضوحا تتجلى فيه قيمة المجتمعين ومستواهم عند الإدارة الأمريكية فترسل لهم الأوامر عبر موظف من الدرجات المتدنية يرسم لهم ويشرح،فحسب مصدر لـصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الذي طلب عدم ذكر اسمه، أكد فيه "أن كل شيء تم قبل الاجتماع في كواليس فندق إل(فور سيزون) في القاهرة الذي كان يرابط فيه ديفيد هيل كبير مساعدي مبعوث السلام الأميركي جورج ميتشل، الذي انتقل إلى القاهرة بعد لقائه أبو مازن في عمان يوم الأربعاء الماضي
".
وأكد ذلك عريقات بقوله إن ضغوطا مورست على القيادة الفلسطينية وكذلك على العرب، وأضاف "منذ انعقاد اجتماع اللجنة العربية جرت اتصالات أميركية ودولية موسعة مع القيادة الفلسطينية وأيضا مع العرب لحثهم على الموافقة على الانتقال إلى المفاوضات المباشرة".
 واللافت للنظر كما قال المصدر "أن المشاورات والاتصالات تمت بمعزل عن الفلسطينيين، وتمخضت عنها فكرة عدم إصدار بيان في ختام الاجتماع كما جرت العادة، والاكتفاء بالرسالة الموجهة للإدارة الأميركية التي لم توزع حتى على المشاركين في الاجتماع بل تليت عليهم"، وأكد المصدر أن الجانب الفلسطيني لم يشارك في صياغة الرسالة، بل اطلع عليها.
ويغرق المشهد مرة أخرى في مستنقع الهوان والعبودية للغرب باعتراف المجتمعين بهامشيتهم وعدم قدرتهم على رفض قرارات الإدارة الأمريكية فبحسب نفس المصدر السابق وعندما قال أبو مازن إن الشروط الفلسطينية للانتقال إلى المفاوضات المباشرة لم تلب، كان رد بعض الوزراء العرب عليه "يا أبو مازن إذا كان ليس لديكم بديل (...) وليس لدينا خيار فلنذهب إلى المفاوضات المباشرة".
وتستمر المهزلة لتلقي الضوء على خنوع الأنظمة الصارخ المبدد لكل جعجعات الممانعة والاعتدال فكلهم في الانقياد لأوامر هيل سواء فيشير المصدر إلى أن الوفد السوري "لم يكن مشاغبا كالمرات السابقة" على حد قوله.. وقال: "وفُهِم من كلمة الوفد السوري أنه موافق على الرسالة (...) إذ لم يعترض عليها ولم ينتقدها، بل اعتراضه كان على تصريحات الشيخ حمد"..
هذه هي حقيقة السلطة و الأنظمة العربية، مجرد موظفين من الدرجات الدنيا عند الإدارة الأمريكية، لا يملكون من أمرهم شيئا أضاعوا البلاد والعباد وملئت تصريحاتهم الدنيا وموظف أمريكي صغير يوجه مؤتمراتهم ويملي عليهم القرارات وهو يحتسي فنجان قهوة في فندق مجاور .
لقد جلبت هذه الأنظمة الذل والاهانة للأمة الإسلامية، وجعلت ثروات الأمة نهبا لكل طامع وسخرت الجيوش لحماية الكيان اليهودي، وزرعت في فلسطين سلطة يراد لها أن توقع على صك التنازل عن الأرض المباركة ليهود باسم أهل فلسطين، فلا بد للأمة الإسلامية أن تخلع هذه الأنظمة وتقيم على أنقاضها دولة الخلافة التي ستخاطب العالم من أول يوم كدولة أولى كيف لا وهي التي تملك المبدأ الإسلامي العالمي والرجال والثروات.
1/8/2010