رداً على ما أكده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء الماضي من أن استمرار تجميد البناء في المستوطنات بعد 26 سبتمبر –الموعد المحدد لانتهاء فترة التجميد- لن يكون ممكنا من ناحية سياسية وسيؤدي إلى تفكيك الحكومة، جاء رد الجامعة العربية بالموافقة على الانتقال إلى المفاوضات المباشرة من حيث المبدأ، وذلك الخميس الماضي في القاهرة في اجتماع وزراء خارجية 13 دولة عربية.
وليحفظ عباس شيئاً من ماء وجهه الذي أهريق مرات ومرات، شدد وهو في القاهرة على أنّه لن يقبل بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة إلا بعد حصوله على ضمانات مكتوبة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة تقر فيها "إسرائيل" بمرجعيات عملية السلام واعترافها بحدود العام 1967 ووقف الاستيطان.
ويأتي هذا الموقف الذليل بعد أيام قليلة من وصف عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد دحلان نتائج المفاوضات غير المباشرة ب"الصفر كبير"، وكان قد سبقه إلى ذلك عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية بقوله" نحن الآن في مواجهة فشل لهذه المفاوضات وأزمة في مصداقيتها فكيف يتم الانتقال للمفاوضات المباشرة".
وأمام كل هذه الحقائق والاعترافات يأتي موقف الجامعة العربية وتوصياتها لتزيل بقايا ما تبقى من ورقة التوت التي يستر بها حكام العرب سوءاتهم، فبعد أيام من تصريحات عمرو موسى وكبار السلطة الفلسطينية ومنهم صائب عريقات مسئول ملف المفاوضات، بفشل المفاوضات غير المباشرة أمام تعنت يهود وإدبارهم أمام كل التنازلات التي قدمتها السلطة وحكام العرب، يأتي موقف وزراء خارجية العرب ليعينوا عباس ولتشجيعه على المزيد من التنازلات والاستخذاء أمام يهود، تماماً مثلما فعلت من قبل وأعانته على المفاوضات غير المباشرة والتي سودت وجههم فوق سوادها.
وكل ذلك يؤكد للمرة الألف على أنّ الأنظمة العربية والسلطة الفلسطينية كيانات هزيلة لا تملك من أمرها شيئا، وأنّهم لا يعدون أكثر من أجراء عند أمريكا التي تحرص بدورها على تلبية وحماية كل مصالح دولة يهود المجرمة. ووصل الأمر باستهتار أمريكا بعملائها أنّها لم تعد تبذل جهداً ولو بسيطاً في تغطية عورات الحكام أو تجميل صورتهم أمام شعوبهم، فأصبحت الأوامر الأمريكية سافرة بلا مواربة، دون أن تترك أمام الأنظمة العربية ومن خلفها السلطة الفلسطينية مجالاً لإعطاء أي عذر لشعوبهم أو لتحاول تضليلهم حتى بمعسول الكلام. فما أن رأت الإدارة الأمريكية ضرورة الانتقال إلى المفاوضات المباشرة حتى سارع حكام العرب بتهيئة الأجواء لذلك.
لقد آن للأمة الإسلامية أن تنقض على هذه الأنظمة المهترئة الهزيلة، لتخلع حكامها وتقيم بدلا منهم دولة الخلافة الراشدة، لتعيد فلسطين والقدس درة تاج لبلاد المسلمين، ولم يبق لأهل القوة إلا أن يضعوا أسماءهم في صفحات أنصار دين الله قبل أن تفوتهم الفرصة، فالمسألة مسألة وقت، وفرصة نيل رضوان الله والعز في الدنيا والآخرة باتت بين الأيادي لكل ذي بصيرة، والعاقبة للمتقين.
31-7-2010