نقل راديو سوا أن محمود عباس قال في كلمته أمام المجلس الثوري لحركة فتح، إنه تلقى رسالة شفوية من الرئيس أوباما تحثه على الدخول في محادثات (مفاوضات) مباشرة مع "إسرائيل". وأشار إلى أن رسالة أوباما حول حدود الدولة لم تكن واضحة بعكس الرسالة التي تلقاها من الإدارة السابقة. وقال عباس إنه لا يمكن أن نذهب إلى المفاوضات كـ"العميان" مشيرا إلى أنه سيقوم بعرض الأمر على لجنة المتابعة العربية في التاسع والعشرين من يوليو/تموز الجاري في القاهرة .
***
إن الأحداث السياسية المتتالية تؤكد لكل ذي بصر وبصيرة أن هذه القيادة الفلسطينية ما هي إلا دائرة من الموظفين الذين يرعاهم سياسيا وميدانيا السفير الأمريكي، وهم منقادون لإدارة أوباما طوعا، وليس لهم من الأمر شيء إلا أن ينفّذوا السياسة الأمريكية كـ"العميان"!
إن مشروع السلطة السياسي المتمثل في حل الدولتين هو مشروع أمريكي بامتياز، وإن مشروع السلطة الأمني هو مشروع أمريكي بامتياز يرعاه الجنرال الأمريكي، كما يرعى زملاؤه من الجنرالات احتلال أمريكا للعراق وأفغانستان. فكيف لمن يعمل في هذا المشروع أن يخالف صاحبه؟
ولقد "نخّلت" أمريكا تلك القيادة من كل من هو ليس أمريكيا، لكي لا يعلو فيها صوت فوق صوت أمريكا. ولا يمكن لهؤلاء المنتفخين (كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد)، إلا أن ينفّذوا السياسات الأمريكية بحذافيرها، وإلا تجاوزهم المشروع الأمريكي وجاء بغيرهم، كما تجاوز من سبقهم.
وها هو عباس يكرر مشهد الحصول على تغطية من الأنظمة العربية لتنفيذ التعليمات الأمريكية، كما فعل عندما أعلنت كلينتون، قبل أشهر، الدخول في مفاوضات غير مباشرة قبل اجتماع لجنة المتابعة العربية في القاهرة.
وإنه لمن المؤسف أن يصبح المجلس الثوري لحركة فتح (الذي يحمل اسم الثورة) شاهد زور على لهث هذه القيادة خلف الإدارة الأمريكية، ولعله من الجدير أن تعاد تسميته إلى المجلس التفاوضي بعدما لم يعد في قاموس هذه القيادة أي معنى للثورة، وبعدما حُشرت القضية في أزقة التفاوض.
 
22/7/2010