قال الرئيس السوري بشار الأسد أمس إن قطع العلاقات الدبلوماسية بين تركيا و"إسرائيل" سيزيد من زعزعة استقرار المنطقة ، وقال الأسد إن تركيا لاعب رئيسي في المنطقة وإن قطع العلاقات بينها وبين "إسرائيل" سيكون خسارة للوساطة من أجل السلام.
****
في تصريح لم يتعد الجملتين يُعتبر –وبحق- حصاد للآثام التي اقترفتها هذه الأنظمة الجاثمة على صدور الأمة الإسلامية،
فقد تحدث الأسد عن العلاقات الدبلوماسية بين تركيا و"إسرائيل" بلغة الأمر الذي يجب أن يكون، فلا ضير لدى الأسد في وجود علاقات مع الكيان اليهودي الغاصب لأولى القبلتين وثالث الحرمين، في اعتراف صريح منه بأحقية وجود كيان لليهود على أرض فلسطين.
 
والأدهى من ذلك هو تحذيره من قطع هذه العلاقات خوفاً على استقرار المنطقة!!
فهل استقرار المنطقة هي بإقامة العلاقات مع الكيان اليهودي الغاصب؟!
وهل استقرار المنطقة يعني المحافظة على كيان يهود والحرص على أمنه؟!
وما هو الاستقرار الذي تعيشه المنطقة في ظل وجود هذا الكيان السرطاني واستمرار جرائمه وتماديه في غيه وعلوه؟!
وهل تحريك الجيوش لتحرير المقدسات وما احتل من أرض المسلمين فيه زعزعة لاستقرار المنطقة؟!
أم أن الرئيس السوري يخشى من تحرك الأمة للإطاحة بالأنظمة الخانعة وكيان يهود فتحرر البلاد والعباد، ويرى في ذلك زعزعة للاستقرار؟!
 
ويتمادى الأسد في تصريحاته مؤكدا على أن قطع العلاقات سيكون خسارة للوساطة من اجل السلام في المنطقة، وتخرج تلك الكلمات من رئيس دولة توصف تضليلا بالممانعة، فالسلام يعني الاعتراف بالكيان اليهودي وتقسيم الأرض بين أهلها وبين مغتصبيها، ويوغل الأسد في الإثم بتنصله من العمل على تحرير الأرض المقدسة واعتبارها قضية أهل فلسطين وحدهم، واعتبار قضيته مع الكيان اليهودي مقتصرة على احتلال الجولان فقط.
 
هذه هي الأنظمة التي تحكم المسلمين وهذه هي مهمتها المتمثلة بالحفاظ على كيان يهود وتأمين مصالح الاستعمار في بلاد المسلمين، وهذا ما تعتبره الأنظمة استقرارا. 
 
أما الانعتاق من هيمنة الاستعمار وتحرير البلاد فيعد في نظرهم زعزعة للاستقرار و خروجا على النظام العالمي!!
فالكيان اليهودي نمر من ورق، وهو كيان هش ضعيف لا يقوى على الوقوف أمام الأمة الإسلامية ساعة واحدة، والأنظمة في العالم الإسلامي ومنها النظام التركي تحرص على وجود الكيان اليهودي وتقف سدا أمام الأمة في تطلعاتها لذلك اليوم الذي تستأصل فيه كيان يهود وتحرر فيه البلاد والمقدسات.
 
لقد آن للحركات التي ترتمي في أحضان هذه الأنظمة أن تدرك -إن لم تكن علم وبينة- واقع هذه الأنظمة وارتباطها بالغرب ومصالحه وأن وجود تلك الانظمة رهن بتقديم الخدمات للاستعمار وحراسة كيان يهود.
 
ولقد آن للامة الاسلامية أن تزيل هذه الانظمة المهترئة لتحرر ارضها والمقدسات، وتعيش الاستقرار الحقيقي بتحكيم شرع الله في دولة الخلافة لتحمل الاسلام رسالة نور واستقرار للبشرية.
6-7-2010م