يلتقي ظهيرة اليوم كل من رئيس وزراء السلطة سلام فياض ووزير الجيش "الإسرائيلي" إيهود باراك، في لقاء وصفه غسان الخطيب بأنه ليس تفاوضياً وإنما لأجل تسهيل الأمور الحياتية لأبناء شعبنا، وان اللقاء سيتمحور على بحث السبل الكفيلة لإنهاء الحصار "الإسرائيلي" عن قطاع غزة، ووضع حد للإجتياحات والاعتقالات "الإسرائيلية" في الضفة الغربية، إضافة إلى تمكين الأجهزة الأمنية الفلسطينية من تقديم خدماتها للمواطنين خارج المدن.
 
وللتعليق على هذا الخبر نذكر أموراً خمسة:
أولاً: إن هذا الخبر يكشف عن طبيعة العلاقة الوظيفية التي تربط السلطة بكيان يهود، ومحور تلك الوظيفة هي المهام الأمنية "القذرة" التي تضطلع بها السلطة وأجهزتها الأمنية نيابة عن الكيان اليهودي الغاصب، وإلاّ فبأي عرف دبلوماسي يلتقي "رئيس وزراء" سلطة ما بوزير دفاع دولة أخرى؟! أم أن هذا اللقاء هو لقاء تفاوضي على خلاف مزاعم السلطة ومدير مركزها الإعلامي؟!
 
ثانياً: ومن ثم إذا كان لقاء المسئولين الفلسطينيين بالمسئولين "الإسرائيليين" على هذا المستوى "الرفيع" أمراً طبيعياً -بغض النظر عن مسوغاته- فما سخافة الحديث عن مفاوضات غير مباشرة، و"تمنّع" رجالات السلطة الظاهري عن المفاوضات المباشرة أو لقاء نتنياهو؟! وهل يقدم يهود "تسهيلات" لحياة المواطنين بلا مقابل سياسي؟! وهل هم من السذاجة والبساطة بمكان ليتغافلوا عن ذلك؟!
 
ثالثاً: وتأكيداً للمهمة الوظيفية التي تضطلع بها أجهزة السلطة الأمنية، تطالب السلطة بوقف الإجتياحات والاعتقالات "الإسرائيلية" في الضفة في الوقت الذي تطالب فيه بتمكين الأجهزة الأمنية الفلسطينية من تقديم "خدماتها!!" للمواطنين خارج المدن، في ربط –لا يخفى على لبيب- يعكس التقاسم الوظيفي والسيادة الكاذبة التي تتطلع إليها السلطة والتي لا تمارسها سوى على أهل فلسطين المساكين!!
 
رابعاً: وإذا سلمنا جدلاً بأن هذا اللقاء هو لتسهيل الأمور الحياتية للمواطنين، فما هي تلك الدولة التي يحلم بها السيد فياض -إن كتب لها أن تطفو على السطح- وهي تؤسس من أول يوم على "العطف" "الإسرائيلي"!!
 
خامساً:إن لقاء فياض بباراك -بعيداً عن نتائجه- يكذب مزاعم السلطة بالتضامن مع ضحايا سفن الإغاثة التركية، ويكشف عن كذب نحيبهم ودموعهم المصطنعة على هؤلاء الضحايا إبان الحادثة، فباراك الصديق الحميم لفياض هو من أعطى الأوامر المباشرة بالقتل والاقتحام، وباراك ونتنياهو من ورائه وحكومتهما هي من تستمر في حصار غزة التي يريد السيد فياض أن يفكه عبر مطالبه الناعمة من عدو غاصب!!
 
لقد باتت العلاقة العضوية التي تربط السلطة بيهود أشهر وأظهر من نار على علم، وباتت مواقفها المخزية ديدن لا يفارقها، فهل بقي من أهل فلسطين من يشك في كونها مشروعاً غربياً ابتكرته القوى الاستعمارية للتفريط بفلسطين والحفاظ على كيان يهود؟!
 
5-7-2010م