في مقابلة على شاشة البي بي سي العربية وصف افيحاي اذرعي الناطق الرسمي باسم الجيش اليهودي الخدمات التي تقدمها أجهزة السلطة الأمنية بالممتازة وأعرب عن سعادته بمستوى التنسيق الذي لم يتأثر بأي من الإحداث التي تعيشها المنطقة، وأبدى إعجابه بالمستوى الذي تعمل به أجهزة السلطة الأمنية.
 
*****
لقد استحقت أجهزة السلطة هذا الإطراء وتلك الشهادة عبر تقديمها الخدمات الأمنية والاستخباراتية "الجليلة" للكيان اليهودي، شهادةً كتبت بدماء المسلمين وعذاباتهم، فالسلطة وأجهزتها الأمنية تعذب كل من يفكر بالمس بأمن يهود عذاباً أفضى إلى الموت في حالات عديدة، شهادةً بامتياز يعطيها يهود لأجهزة السلطة التي تعتقل وترهب كل من يشتبه في امتلاكه معلومة قد تفيد يهود، وتلقي القبض على المطاردين لهم، وقد اتهمت اليوم المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وقائي السلطة في الخليل بتعذيب الأسير المحرر هايل السويطي تعذيباً شديداً على مدار أسبوع كامل دون رحمة.
 
وقد جاء ذلك في أعقاب العملية التي قتل فيها يهودي في جنوب مدينة الخليل وإدانة رئيس وزراء السلطة للعملية، حيث استنفرت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية وعلى عجل وخوفاً من التقصير أمام الجنرال دايتون، فقامت باعتقال العشرات وترويع المسلمين في بيوتهم، في خسة واضحة جلية أثارت اشمئزاز الناس وغضبهم على سلطة باتت تخدم الكيان اليهودي علناً وبدون أي خجل، وتطارد كل من يطلق النار على جنود يهود، وتسابق الزمن في محاولة إلقاء القبض على منفذي العملية حتى يحظى ضباط الأجهزة الأمنية بالمديح من الجنرال دايتون أو قد يحصل بعضهم على بطاقات vip وتصاريح تمكنهم من الاستجمام على شواطئ فلسطين المحتلة لقاء ما يقدمونه من خدمات ليهود وأمنهم، ساء ما يصنعون.
 
وليس بعيدا عن الخليل، يسلم الكيان اليهودي إخطارات بالهدم لأصحاب منازل في قلقيلية على غرار ما يصنعه هذا الكيان الغاصب في القدس، فلا تسمع للسلطة صوتا ولا همسا، ولا ترى دورياتها تجوب الشوارع وتضع الحواجز وتمتشق السلاح للدفاع عن المسلمين في القدس وقلقيلية وغيرها، ولا ترى تلك الدوريات والأسلحة والجنود المقنعين إلا عند توجههم لاعتقال المسلمين والتحقيق معهم وتعذيبهم لصالح أمن يهود.
 
لقد بات أمر السلطة مفضوحاً ممجوجاً، فهي تقف علانيةً في صف يهود وتحرص على أمنهم وتسهر على قمع المسلمين والتجسس عليهم، في نتيجة حتمية للسير في المشاريع الأمريكية والدولية التي تعلق بها أصحاب ما يسمى بالمشروع الوطني.
 
إن قضية فلسطين يجب أن تبقى قضية الأمة الإسلامية والتي يقع على عاتقها وعاتق جيوشها تحرير المقدسات وقلع كيان يهود وتخليص العالم من شروره وأتباعه، وعلى أهل فلسطين أن ينفضوا عن مشروع السلطة ومشاريع أمريكا في المنطقة، وأن لا يسيروا في مسلسل التفريط بالأرض المباركة مهما تكالبت عليهم الدنيا فالله معهم وهو ناصرهم ولو بعد حين، وما هي إلا ساعات الليل الأخيرة قبل سطوع فجر الخلافة بإذن الله والتي ستقود جحافل التحرير لتحرر الأرض المباركة وكل شبر محتل من أرض المسلمين، وتعيد للأمة عزتها وكرامتها وتحمل الإسلام نورا للبشرية.
 
(وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)
 
28-06-2010