صرح طاهر النونو الناطق باسم حكومة حماس قائلا إنهم قد "خاطبوا الرئيس الأمريكي باراك أوباما برسالة قبل عدة أشهر تضمنت دعوة إلى إنهاء الحصار وإنهاء المعايير المزدوجة للإدارة الأمريكية في التعامل مع القضية الفلسطينية"، كما نقلت وكالة معا.
وقد نفى في حديثه هذا أن تكون الرسالة قد تضمنت اقتراحات للإدارة الأمريكية بإيجاد عملية تسوية في الشرق الأوسط والتوصُّل إلى وقفٍ لإطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال.
 
حيث جاء حديثه هذا تعقيبا على ما نشرته بعض وسائل الإعلام يوم أمس نقلا عن إحدى الصحف في كيان يهود، بأن رسالتين أرسلتا إلى الإدارة الأمريكية من قبل رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية وأن الرئيس الأمريكي لم يطلع على الرسالتين ولم يُعرهما أي اهتمام.
**********
 
على الرغم من توقيت نشر الخبر حيث يتزامن مع الانتقادات الموجهة لسلطة رام الله، بسبب انحنائها وانبطاحها لأوامر أمريكا باستئناف المفاوضات، وعلى الرغم من النفي لاحتواء الرسالتين أية قضايا سياسية، وأية مطالبة بعقد اتفاقيات مع كيان يهود، كما ورد أعلاه، إلا أن توجيه رسالتين إلى رئيس أميركا أوباما، ومطالبة أكابر مجرمي العصر بتخفيف الحصار عن قطاع غزة، إنما يمثل هذا الموقف الاستجارة من الرمضاء بالنار.
 
وكان الأولى بدلا من إرسال الرسائل لأوباما، أن يتم التوجه إلى الأمة وجيوشها مطالبين بالحركة التي تخلع الأنظمة المتواطئة على أهل فلسطين والمشتركة في حصارهم والتضييق عليهم، فتقوم الجيوش بدورها المغيب فتخلع الحكام من جذورهم و تنصب خليفة للمسلمين، ومن ثم يكون فك الحصار عن أهل فلسطين كافة وإزالة المحتل، بدلا من اختزال قضية فلسطين في فك الحصار، والتصوير بأن مشكلة أهل فلسطين هي مشكلة إنسانية كما تروج المشاريع الغربية كافة.
 
فهل يرجون من أوباما أسود القلب، الذي أثبتت سياسات بلاده أنه يسير على نهج من سبقه في استحرار القتل بفلسطين والعراق وأفغانستان والباكستان، فهل يرجى منه أن يتضامن مع أهل فلسطين أو أهل غزة، وهو الذي أوكل المهمة إلى النظام المصري العميل بأن يزيد من حصاره على أهل غزة ويخنقهم أكثر فأكثر، أملا بأن يرضوا بالورقة المصرية المفصلة أمريكيا. 
 
لقد حاصرت أميركا العراق ما يزيد عن عقد من الزمن، وحاصرت كثيرا من البلاد والدول من قبل ذلك وما زالت، وارتكبت المجازر في أنحاء القارات الخمس كلها وأذاقت كثيرا من الناس الويلات في سبيل تحقيق مصالحها وزيادة نفوذها، فهل ستتورع أمريكا وخدامها من الحكام عن زيادة إغراق أهل فلسطين تارة بالقتل وتارة بالحصار حتى يتحقق هدفها وخطتها التي من أجلها أقامت الانتخابات الفلسطينية وأقحمت حماس في سلطة تحت الاحتلال، من أجل السير على ركاب المشاريع الأمريكية وأهمها أخذ الاعتراف الصريح بالقول والعمل من قبل أهل فلسطين ممثلين بالحركات الإسلامية والإقرار المباشر بكيان يهود.
 
والخيار الذي يملكه أهل فلسطين، ومنهم رجالات حماس، هو أن يقوموا بفضح الحكام الخونة علنا وعلى الملأ طالبين من الجيوش في بلاد المسلمين، خلع حكامها ونصرة أهل فلسطين.
 
فهذا وحده هو العمل المجدي والموصل حتما، بدلا من التيه في توجيه الرسائل إلى شياطين العصر الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة.
 
(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم)
 

11/5/2010