تحت عنوان "فياض: التنمية المستدامة ستبقى هدفاً وهمياً مع وجود الاحتلال وممارساته ويدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في إنهائه" نقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية –وفا- خبر كلمة رئيس الوزراء سلام فياض في مؤتمر إطلاق تقرير التنمية البشرية لعام 2009 -2010، والذي أعده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بحضور عدد من المسئولين الرسميين والدوليين، في مركز الإعلام الحكومي في مدينة رام الله، والتي أكد فيها على أنّ التنمية الإنسانية، احتلت مكاناً مهماً من قبل السلطة الوطنية، والتي بذلت جهوداً عالية لتحقيقها، وبدعم من المجتمع الدولي الذي حاول تحقيق هذه التنمية في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأشار إلى أن عدم تحقيق التنمية الإنسانية لم يكن بسبب الضعف في أداء السلطة الوطنية، أو عدم رغبة شعبنا بالتنمية، ولا بسبب ضعف المساعدة المقدمة من المجتمع الدولي، بل كان العائق الأساسي هو الاحتلال وممارسات والعراقيل التي يضعها. وقال "أعتقد أنّ تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة ... سيبقى هدفاً وهمياً ما دام الاحتلال مستمراً في احتلاله للأرض الفلسطينية، وذلك لأن كل أشكال الحياة مرتبطة بشكل رئيس بممارسات الاحتلال على الأرض".
وهكذا بدأ فياض يدرك أنّ حلمه في بناء الدولة والتي لا تعدو بلدية بحسب فهمه لمعنى الدولة في ضوء برنامجه الذي صور بناء الدولة وقيادتها ببناء بلدية وإداراتها، ومع ذلك ها قد بدأ يدرك أو ربما كان يدرك من قبل ولكنه يضلل، فعلى الأقل بدأ يصرح بأنّ حلمه في بناء بلديته هدف وهمي في ظل وجود الاحتلال!.
مع أنّ هذه النتيجة لم تكن تحتاج إلى تفكير عميق أو تجربة طويلة حتى يدركها، فكل من كان له عقل أو ألقى السمع وهو بصير يمكنه أن يدرك وبسهولة أنّ الدولة الفلسطينية التي يسمح بها يهود والتي من أجلها أدخلوا السلطة إلى البلاد لا تعدو أكثر من إدارة مدنية لشئون الفلسطينيين، وهي استراحة من عبء لطالما حمل يهود همه قبل مجيء السلطة.
فلا شك أن فياض لم يأت بجديد، ولا شك أنّ إدراكه وتصريحه لن يترتب عليه تغيير في برنامج فياض وسلوكه، لأنّ فياض إنما انطلق في تصريحه من منطلق الموظف الذي حاول أن يبرر فشله أمام مسئوليه في تحقيق الغاية التي وضعها للمشروع الذي ترأسه، وأقصى ما يطمح به فياض من خلال هذا التصريح وهذه المعذرة إنما هو أن يبقى حائزا على ثقة مموليه ومسئوليه ليبقوا عليه في وظيفته.
كان خيراً لفياض ومن ورائه وزراؤه أن يتوبوا إلى الله بعد أن أدركوا فشلهم بدلاً من أن يستميتوا في إنجاح مشروع تصفية فلسطين. وما هم ببالغيه بإذن الله.
ألا تباً لهكذا رجال باعوا دينهم بدنيا غيرهم، وتباً لأشباه القادة الذين رضوا لأنفسهم أن يكونوا موظفين لدى يهود وأمريكا والدول الكافرة. 
10-5-2010