ta3leeqalrasheed29224

 أكثر من مئة شهيد ومئات الجرحى في قصف مدفعي لكيان يهود في شارع الرشيد في مدينة غزة خلال انتظار جموع من الأهالي للمساعدات الغذائية.

 لا يتوقف كيان يهود المجرم عن أن يضيف إلى أصناف جرائمه كل يوم صنفا جديدا، فها هو يحول المساعدات إلى أهل غزة إلى "فخاخ للموت"، فيقصف الجوعى بمدفعيته وهم ينتظرون لقمة تسد الرمق لهم ولأطفالهم، وهو بهذه الوحشية لا يزيد إلا من التأكيد على أنه كيان مجرم بطبعه، مفسد بوجوده، لا يصلح معه إلا القلع والاستئصال.

إن أهل غزة لا يقتلون بسيف واحد، فقد اجتمع عليهم مجرمون كثر، وهم كما يقتلون بيد كيان يهود وداعميه، فإنهم يقتلون كذلك بيد الحكام العملاء، بل إن هؤلاء الحكام هم أكثر المجرمين خسة وتآمرا، فهم الذين مارسوا الحصار الظالم، والسكوت الجبان، وأكثر من ذلك عندما مدوا للكيان طوق النجاة، وطرق الإمداد بالتجارة والطعام وكانوا له ظهيرا، بينما أهل غزة يفتك بهم الموت والجوع، وإن وزر كل جريمة ومجاعة ومجزرة في غزة، إنما هو في أعناق الحكام الخونة المتآمرين، فقد كانوا قادرين من أول يوم على وقف العدوان، وعلى فك الحصار، بل وعلى سحق الكيان، ولكنهم أبوا إلا أن يتخذوا صف العدو والمجرم ويكونوا أولياءه.

 إن مجزرة شارع الرشيد، كما المجازر التي قبلها، لتؤكد أن حاجة أهل غزة إنما هي في التحرك الحقيقي للقوى المسلحة والجيوش والطائرات، لتقطع يد العدو وتدك عنقه، لا لطائرات "استعراضية" و"إنزالات" منسقة مع العدو، تقذف الغذاء المغمس بالدم في مشهد مذل ومسرحيات سمجة واستهتار بالناس واستخفاف بالعقول.

 ليست الجريمة في سكوت هؤلاء الحكام العملاء وخذلانهم أساسها أنهم يخشون أمريكا، نعم هم يخشونها، ولكن الجريمة الأكبر هي في أنهم لا يخشون الله تعالى ولا يخافونه، ولا يقيمون لأمتهم وشعوبهم وزنا، وإلا فكيف تباد غزة قصفا من قبل شرذمة من المجرمين وحولها الملايين من المسلمين وجيوشهم والعدة والعتاد؟ وكيف يموت أهل غزة وأطفالها جوعا وخيرات الأمة حولهم لا تسد لهم رمقا؟ وهل ترضى الأمة الإسلامية بأن تبرأ ذمة الله منها وقد برئت ذمته تعالى ممن بات فيهم امرؤ جائع؟ فكيف بمن بات فيهم عشرات الألوف من الشهداء والجرحى والجوعى وهم قادرون على إنقاذهم ولا يفعلون؟

 إن هؤلاء الحكام لا يقودون الأمة إلا إلى هلاكها في دينها ودنياها، وذلك إن لم تتخلص منهم عاجلا، وتعطي رايتها لقيادة لا تخشى إلا الله تعالى وتتقيه في المسلمين، خليفة وخلافة، تنصر الله والمسلمين وتقيم الدين وتحرك الجيوش، فتحرر الأقصى وفلسطين "وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ"

29/2/2024