ta3leeq15124

 

كشفت مصادر مطلعة لجريدة القدس أن لمصر تحفظات على أي عمل عسكري قد يقوم به الاحتلال "الإسرائيلي" على طول الحدود مع مصر من جانب قطاع غزة وفي محور رفح/صلاح الدين، ووفق المصادر فإن "إسرائيل" أبلغت مصر خطتها لتنفيذ عملية عسكرية للسيطرة على حدود قطاع غزة مع مصر في إشارة إلى معبر رفح، وأن القيادة العسكرية والسياسية المصرية حذرت من هذه الخطوة "الإسرائيلية" وانعكاساتها على العلاقات الثنائية وعلى الوضع الخطير في قطاع غزة، وحذرت المصادر المصرية من عملية عسكرية "إسرائيلية" على الحدود في الوقت الذي نزح فيه أكثر من مليون فلسطيني إلى الحدود في محافظة رفح.

المصدر الكبير قال للقدس إن العنجهية "الإسرائيلية" والغطرسة والفشل تقود هذه الحرب المدمرة في قطاع غزة، وأن الاحتلال نفسه وصف عملية من هذا النوع بأنها "معقدة عسكرياً" بسبب تنفيذها في ظل مليون نازح جلهم من الأطفال والنساء وكبار السن والجرحى والمعاقين في خيام دمرتها مياة الأمطار، وأن مثل هذه العملية عمل في غاية الخطورة وسيسبب المزيد من الضحايا وأن مصر لم ولن تعطي الموافقة على هذه العملية المزعومة، وحسب المصدر فقد قام منسق العلميات الحكومية "الإسرائيلية" في الأراضي الفلسطينية غسان عليان بزيارة إلى القاهرة على رأس وفد أمني وعسكري بهدف مناقشة الترتيبات الأمنية على معبر رفح ولم يتمخض عن ذلك الاجتماع شيء.

لا يخفي كيان يهود منذ اليوم الأول لحربه المسعورة توجهاته العسكرية في قطاع غزة وأهدافه القائمة على التدمير الممنهج والكامل لكل مقومات الحياة في القطاع ودفع الناس للنزوح باتجاه الجنوب والحدود مع مصر، مع حرصه الإجرامي في ذات الوقت على إيصال رسالة دموية للناس بأنه لا مكان آمن لكم في قطاع غزة، ولذلك كانت عملياته البرية في الشمال وكان يقصف في الوسط والجنوب والشمال، ومن ثم انتقلت عملياته البرية للوسط والجنوب واستمر القصف في الوسط والشمال وفي أقصى الجنوب وهي مدينة رفح، وهو يهدف من ذلك إلى جعل التهجير هو الخيار الوحيد أمام الناس للنجاة بحياتهم وأطفالهم وأعراضهم، وهو بات في الآونة الأخيرة وبشكل رسمي وعلني يتحدث أن الخطوة القادمة بعد إنهاء عملية خانيونس سوف تكون عملية في أقصى الجنوب وعلى محور فيلادلفيا، وذلك بعد أن حصر الناس في مدينة رفح وأصبح فيها ما يزيد عن مليون و200 ألف نازح.

وأمام هذا السيناريو التهجيري الدموي في حال نفذ كيان يهود مخططاته في رفح ومحور فيلادلفيا كما هو عازم على لسان سياسيه وفي ظل وجود هذا العدد الهائل من الناس النازحين من منازلهم المدمرة، يتخذ النظام المصري -كما يظهر في ما نقلته جريدة القدس- موقف التحذير والتحفظ وعدم الموافقة وكأن هذا الإجراءات التي لا تليق بشبه دولة وليس دولة قوية مثل مصر سوف تردع كيان يهود أو تمنع توجهه الإجرامي والدموي، وهذا الموقف الرسمي من النظام المصري يشكل خطرا كبيرا وناقوس خطر على الناس في مدينة رفح، وهو تخلي عنهم وانتظار للأمر الواقع الذي يفكر كيان يهود في فرضه!

إن النظام المصري العميل ظن بأن التخلي عن أهل قطاع غزة وترك كيان يهود يستمر في إجرامه ودعمه في ذلك سوف يبقي مصر بعيدة عن الأحداث، وأن كيان يهود لن يُقدم على التهجير، إن تمكن من ذلك، والمساس "بأمن مصر القومي" الذي يتغنى به قادته ومن ثم ظن أن منع الهجرة تكون بتحصين حدود الاستعمار -حدود سايكس بيكو- وإحكام إغلاقها من ثم الآن يظن أن التحذير وعدم الموافقة سوف يمنع ذلك! وهو منذ اللحظة الأولى كان قد بنى توجهاته السياسية والعسكرية على أسس وطنية خبيثة وجعلها رهن الأوامر الأمريكية التي تتحكم بالقرارات السياسية للدولة، وبذلك سمح بإبادة أهل غزة وهم على مرمى حجر من جيشه، وتمسك فقط بعدم التهجير خوفاً على مصالحه الوطنية الضيقة ودون أي إجراء حتى ضمن ذلك المنظور الوطني الساقط في لجم كيان يهود، كأن يرسل الجيش إلى سيناء ويشعر يهود بالتهديد الحقيقي فتمادى كيان يهود في مخططاته!

إن بقاء النظام في مصر هو خطر حقيقي على أهل غزة بل على مصر ذاتها، والوقت يضيق أمام أهل مصر في إنقاذ إخوانهم المحاصرين في قطاع غزة وإنقاذهم لا يكون بمنع تهجيرهم كما يصور النظام الوطني العميل، وإنما يكون بتحريك الجيش المصري المسلم القوي نحو سيناء متوجه نحو غزة والأرض المباركة لتحريرها كاملة والقضاء على كيان يهود وإنهاء وجوده.

15-1-2024