qimma11124

دعا البيان الختامي لقمة العقبة الثلاثية إلى ضرورة الاستمرار بالضغط لوقف العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، وحماية المدنيين الفلسطينيين وضرورة ضمان إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى غزة بشكل دائم وكاف، واختتمت القمة مساء اليوم الأربعاء بمدينة العقبة الأردنية، وجمعت الملك الأردني عبد الله الثاني، والرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي، والفلسطيني محمود عباس، وهي القمة الأولى للمسؤولين الثلاثة منذ بداية العدوان على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وشدد الزعماء خلال القمة على تصديهم لأي خطط "إسرائيلية" لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة، وضرورة إدانتها دولياً والتصدي لها، كما أكدوا رفضهم جميع محاولات تصفية القضية الفلسطينية، والفصل بين غزة والضفة، محذرين من محاولات إعادة احتلال أجزاء من القطاع أو إقامة مناطق آمنة فيه.

وتطرق بيان القمة الختامي للأوضاع في الضفة الغربية، والأعمال العدائية التي "يقوم بها المستوطنون المتطرفون"، والانتهاكات للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، محذراً من خروج الوضع هناك عن السيطرة، وتفجر الأوضاع بالمنطقة.

يُظهر البيان الختامي للقمة مدى العجز السياسي للأنظمة المشاركة في القمة الثلاثية للضغط على كيان يهود لوقف مجازر الإبادة الحاصلة في قطاع غزة بل وحتى التخفيف من حدة ذلك الإجرام، فبينما كانت القمة تعقد في العقبة كانت الدماء والأشلاء تتناثر في قطاع غزة، ووصل عدد الشهداء خلال 24 ساعة الأخيرة إلى ما يقارب 150 شهيدا، وكان بيني غانتس يتحدث عن إستمرار الحرب لإكمال أهدافها غير آبه هو ومجلس الحرب وجيشهم الإجرامي وشعبهم الدموي بإجتماعات زعماء العرب ورؤساء الدول، فكيف الحال وقد خرجت القمة بتوصيات ومطالب وتخوف الضعيف الخائف من القادم والمحذر منه دون أدنى أبجديات الضغط السياسي للتأثير على كيان يهود؟!

إن هذا الموقف العاجز أمام كيان هزيل ضعيف في المنطقة مرده ليس لضعف تلك الدول وضعف قوتها العسكرية أو إرادتها الشعبية وإنما للإرتهان السياسي للدول الكبرى وخاصة أمريكا وتسليمها سيادة البلاد وقوتها لتستخدمها وفق مصالحها في المنطقة، وعلى رأس تلك المصالح حفظ أمن ووجود كيان يهود، فباتت الأنظمة بيدقا بيد الغرب وباتت سيادة البلاد بساطا يدوس عليه كيان يهود دون أن يلتفت، وباتت الشعوب المسلمة محل استصغار وإستضعاف عند أجبن الشعوب وأذلها، فتمادى يهود في إجرامهم حتى جعلوا من الدماء أنهارا ومن قطاع غزة ركاما.

حقاً إن أهل فلسطين في خطر حقيقي وأن كيان يهود يمكر بهم وبوجودهم كما بينت القمة وحذرت، ولكن ذلك ليس لإجرام حكومة كيان يهود كما تتذرع الأنظمة ومعها سلطة رام الله، وإنما بسبب هذه القمم المخزية ومخرجاتها الهزلية وبسبب عمالة الحكام ومواقفهم العاجزة والمتآمرة في معظم الأحيان على أهل فلسطين والشعوب التي يحكمونها، ولا خلاص لأهل فلسطين في ظل هذا الواقع السياسي الكارثي في بلاد المسلمين إلا أن تتحرك الشعوب المسلمة وأهل القوة فيهم خلف قيادة سياسية واعية تسقط الأنظمة العميلة وتحرر بلاد المسلمين من النفوذ الغربي وتتخذ قراراتها السيادية وفق عقيدة الإسلام ومصالح المسلمين المنضبطة بالأحكام الشرعية فتتحرك من فورها لتحرير فلسطين والقضاء على كيان يهود، وعندها سيحسب الغرب ألف حساب لكل حركة سياسية في بلاد المسلمين لا أن تكون محل تندر وسخرية كما هو حاصل الآن.

10-1-2024