gaza2711233 

ما إن اندلعت الحرب الصليبية اليهودية على غزة الأبية حتى كشر الغرب بقيادة أمريكا عن أنيابه المسمومة وتعرى على نحو غير مسبوق، فكان سقوطه الأخلاقي والإنساني مدويا، فتهاوت منظومة القيم الغربية التي لطالما تغنوا بها واستعمروا تحت ذريعتها الشعوب، كالحرية، وحقوق الإنسان، وحقوق الطفل، وحقوق المرأة، والحالات الإنسانية، وحتى حقوق الأسرى.
فظهر كيف أن يهود والغرب لم يأبهوا بطفل ولا امرأة ولا مريض ولا جريح ولا مستشفى ولا مدرسة ولا مباني سكنية ومدنية، ولا حتى أسرى، فأجازوا لأنفسهم سحق الأخضر واليابس، وقصف المستشفيات والمدارس والعزل والأطفال والنساء، وتهجير العوائل والضعاف وذوي الحاجة، وامتهان الأسرى وإذلالهم، بل وحتى قتلهم وهم في الأسر كما حصل مع الشهيد ثائر أبو عصب الذي قتله سجانوه بكل وحشية ودم بارد وهو في الأسر ضعيفا بين أيديهم، وتلك المرأة الأبية إسراء الجعابيص وغيرها من الأسيرات الحرائر اللاتي تعمد الاحتلال إهمالهن الطبي وتعذيبهن بلا أدنى اعتبار لشعارات حقوق الأسرى واتفاقية جنيف وباقي الشعارات الرنانة الفارغة التي اصدعوا رؤوس العالم بها طيلة قرن كامل. فتهاوت كل شعاراتهم الكاذبة وبدا الكفر على حقيقته المتوحشة، دون فرق بين يهودي ولا نصراني ولا وثني، فكلهم جمعهم الحقد على الإسلام وأهله، فاستباحوا كل المحرمات وانتهكوا كل القيم الإنسانية والأخلاقية.
وفي مقابل هذه الوحشية والتهاوي، سطع نجم الإسلام وأهله، فظهرت الأمة الإسلامية في أبهى صورها، تحركت كلها، في البلاد العربية والإسلامية وعبر دول العالم كله، وكأنها جسد واحد بقلب واحد ونبض واحد، وبدا للعالم بطولة المسلمين والمجاهدين وبذلهم الغالي والنفيس من أجل قضيتهم، أرض الإسراء والمعراج، على نحو أعجز أعتى قوى العالم، أمريكا وأوروبا وأداتهم كيان يهود، وتجلى مدى عشق الأمة للجهاد والاستشهاد، وحب الإسلام والتضحية والصبر والشجاعة، فظهر المسلمون بأجمل صورهم وأرقى معاني الصمود والإباء، ثم تجلت عظمة أخلاق المسلمين والمجاهدين في معاملة الأسرى والإحسان إليهم تقيدا بأحكام الإسلام، فبدت الفجوة واسعة جدا بين ذلك المحتل الغاشم الذي يمتهن الأسرى ويحرمهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، وبين المجاهدين الذين حملوا الضعيف من الأسرى وعالجوا المريض ورفقوا بالطفل والخائف، فارتسمت صورة الإسلام بأبهى صوره، وظهرت  حشية الكفر بأقبح هيئة.

كل هذا وغيره، حدث في أيام قلائل وفي لحظات عزة واعتداد مرت على المسلمين، فكيف لو كان للمسلمين دولة وإمام، فأعلن الجهاد واستنفر الأمة وطاقاتها، وبدأ المسلمون يتصرفون من منطلق قوة وإمكانيات، وبدأت جيوش الأمة تحرر البلاد وتطوي الأرض طيا، لتبدأ الشعوب تدخل في دين الله  فواجا وتخرج من الكفر أمواجا.
ما أعظمها من أيام تتوق الأمة لتعيشها قريبا إن شاء الله، ليستعيد العالم تصور قوله تعالى: {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً}.

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين

27/11/2023