pal261123

في معرض حديثه عن قضية فلسطين وما يحصل في قطاع غزة صرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي الذي
جمعه مع رؤساء وزراء إسبانيا وبلجيكا، أنه يجب التحرك في مسار مختلف وهو اعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطينية وإدخالها إلى الأمم
المتحدة، وأشار إلى أن ما يحدث في قطاع غزة أمر خطير وهو تهجير قسري إلى خارج القطاع، وأنه يجب إيجاد مناطق آمنة في كل قطاع
غزة لإيواء من فقدوا منازلهم.

ونوه السيسي بأن "هذا يعكس مسؤولية حقيقية من جانب المجتمع الدولى والمهتمين بتحقيق السلام بالمنطقة فإنه لا يصح أن نتعرض كل 5
سنوات لهذا الاعتداء الغاشم، وينتج عنها ضحايا"، مشدداً على أنه "يجب إحياء المسار وحل الدولتين". (روسيا اليوم، 24/11/2023)

كما هو الحال مع كل حرب دموية ضد أهل الأرض المباركة يخرج من يريد أن يوظف هذه الحرب في إحياء مشروع الخيانة والتفريط
مشروع الدولتين الذي يُثبّت يه.ود وينهي الصراع لصالحهم، وهذا ما يسعى له السيسي في خضم هذه الحرب، وذلك على الرغم من قساوة
هذه الحرب في ظل كيان مجرم قذر دموي بلا أخلاق ولا رحمة استخدم كل أنواع الأس.لحة في هجومه على الأطفال والنساء والمدارس
والمستشفيات وكل مقومات الحياة، وعلى الرغم من إصراره على إكمال الح.رب البشعة بعد أن تنتهي الهدنة بغطاء أمريكي، على الرغم من
كل ذلك ما زال حكام المسلمين ومنهم السيسي يتحدثون عن السلام المزعوم بينما الجثث لم تدفن في كثير من مناطق القطاع، ويريدون إحياء
مشروع تفريطي لم يبق له كيان يه.ود أرضاً ليقوم عليها بعد عقود من المراوغة والتمدد وفرض الوقائع، بل ويريدها السيسي دولة منزوعة
الس.لاح وبحماية قوات من حلف الناتو لتدويل اح.تلال فلسطين ورفع فاتورة تحريرها!

هكذا هو الحال؛ بينما يضحي الناس بأرواحهم وممتلكاتهم وأبنائهم وكل ما يمتلكون دون أن يقبلوا التفريط أو التهجير بل ويحتضنون كل من
يواجه هذا العدو وقلوبهم مطمئنة أن النصر قريب وأن الأمة وجيوشها تقترب يوماً بعد يوم من التحرك الذي ينهي ي.هود ويحرر هذه البلاد
على خطا معركة حطين وعين جالوت، بينما يقدمون هذه المواقف المشرفة التي تبعث الحياة في قلوب الأمة وجيوشها، يخرج الحكام العملاء
ويتحركون لتحويلها إلى حطب لاستئناف المفاوضات وعمليات السلام ومشروع الدولتين الذي يغضب رب العالمين ولا يرتقي لظفر طفل
ممن استشهدوا في قطاع غزة وهم بالآلاف!

إن أمريكا تتحرك بشكل جاد للاستفادة من نتائج هذه الحرب في إحياء مشروع الدولتين، وهذا ما أكد عليه بايدن ضمن خطابه في اليوم الأول
للهدنة، وقد تحدث عن اتصالات مع السيسي وزعماء المنطقة، أما كيان ي.هود فيفكر في إكمال الحرب رغم صعوبتها وصلابة الم.جاهدين؛
أملاً منه في الوصول إلى تغيير سياسي وعس.كري في القطاع يعيد له شيئا من هيبته، ولكن مع آلية تعيق مشروع الدولتين. وما بين
محاولات الأطراف وأدواتهم ومشاريعهم دماء وأشلاء ودمار وصرخات وآهات وصمود ورباط وج.هاد وبطولات تنادي أمة الإسلام
وج.يوشها للتحرك والنفير للقضاء على كيان ي.هود وتطهير الأرض المباركة من شروره.

إن هذه الدماء سوف تكون لعنة على كل من يحاول التجارة بها أو توظيفها في مشاريع نجسة وعلى رأسها مشروع الدولتين، وأهل فلسطين
سيكونون بالمرصاد لكل خائن وسمسار؛ حاكما كان أو سياسياً، وأهل فلسطين شرفاء لن يقبلوا بالتفريط والتنازل عن معظم الأرض المباركة
ولا عن شبر منها، وهم يتبرأون من منظمة التحرير التي قبلت وخانت أرض الإسلام التي حكم الله بأمرها من فوق سبع سماوات وفتحها
الفاروق رضي الله عنه وبشر الرسول ﷺ بعودتها من حكم ي.هود وقتلهم فيها.