نقلت عدد من وسائل الإعلام من بينها موقع وكالة معا حث واشنطن لكيان يهود على تخيف الحصار المفروض على غزة، حيث قالت هيلاري كلينتون وزيرة خارجية أمريكا بعد مؤتمر صحفي مع إيهود باراك وزير دفاع كيان يهود "أنها عقدت جلسة مطولة مع ايهود باراك وزير الجيش الإسرائيلي بشأن القطاع الذي تضرر بشدة من حرب شنتها إسرائيل في ديسمبر/ كانون الأول عام 2008- استمرت نحو ثلاثة أسابيع بحجة وقف إطلاق القذائف الصاروخية وأسفرت عن مقتل أكثر من ألف و400 فلسطيني".
************
في محاولة جديدة من أمريكا التي تسعى إلى الدجل والكذب على أهل فلسطين، ومن يهتم لأمرهم من أبناء المسلمين، استمراراً لمسيرة رئيس الإدارة الأمريكية أوباما ووعوده الكاذبة، التي لم تجلب للمسلمين في فلسطين أو في غيرها كالعراق وأفغانستان وباكستان سوى المزيد من القتل والدماء والحصار، تحقيقاً لمصالحها، ومحاولة للحصول على أي انجاز للإدارة الأمريكية، صاحبة الوعود الكثيرة التي لم تستطع انجازها، تحاول  أمريكا الظهور بالمظهر الإنساني بالتباكي على أهل غزة والضغط على كيان يهود لتخفيف الحصار.
 
أمريكا هي التي سمحت لكيان يهود بحصار قطاع غزة وتجويع أهله بالتواطؤ مع النظام المصري، فجوعت وأماتت المئات من أبناء المسلمين، والتي أعطت الضوء الأخضر لكيان يهود ليدك غزة وأهلها المستضعفين بأعتى أنواع الأسلحة الأمريكية التي تمد بها هذا الكيان، ومنها الفسفور الأبيض، المصنع أمريكيا، والذي أُلقي على مدارس غزة، أمريكا التي أمرت النظام المصري بتشييد الجدار الفولاذي بحجة منع تهريب الأسلحة لقطاع غزة، بل إن أجزاء هذا الجدار قد تم تصنيعها خصيصاً في الولايات المتحدة الأمريكية.
فأمريكا لا يوجد عاقل يصدق أن أمريكا تتباكى على أهل غزة ومعاناتهم، فحقيقة الأمر هي كما جاء في بعض المواقف التي نُسبت إلى بعض حكام العرب بدعوتهم لكلينتون بضرورة تخفيف الحصار عن غزة توطئة لاستئناف المفاوضات بين السلطة وكيان يهود، وذلك في إطار دعم هؤلاء الحكام لرئيس السلطة عباس وإعطائه الغطاء العربي لاستئناف المفاوضات.
 
أي أنّ هذا التباكي المزعوم ما هو إلا جزء من سياسة الإدارة الحالية التي تُظهر التعاون الشكلي في بعض الأمور مع الحكام الرويبضات في المنطقة، كي يتمكن الحكام من خدمة سيدتهم أمريكا أكثر وأكثر!.
 
(وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَىحَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىوَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِمَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ(
 
28-2-2010