Abaas26722

 

أكد العاهل الأردني عبد الله الثاني، خلال استقباله اليوم الأحد، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ضرورة التحرك الأردني الفلسطيني المشترك على مختلف المستويات، للبناء على النشاط الدبلوماسي في المنطقة بعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وانعقاد قمة جدة للأمن والتنمية.
وأفاد الموقع الرسمي للديوان الملكي الأردني بأن اللقاء تناول التطورات في المنطقة، خاصة الانتخابات (الإسرائيلية) المقبلة وتأثيرها على فرص استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين و(الإسرائيليين)، إلى جانب استمرار التنسيق الأردني الفلسطيني لتذليل العقبات (الإسرائيلية) على جسر الملك حسين، والتي تتسبب بازدحام المسافرين.
( العربي الجديد، 24/7/2022)
جاءت الأردن كمحطة أخيرة للجولة الخارجية التي يقوم بها رئيس السلطة، والتي ضمت رومانيا و فرنسا، وجاءت عقب مغادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن مدينة بيت لحم التي عرج عليها مسرعاً خلال زيارته لمنطقة الشرق الأوسط وكيان يهود، وكانت تلك الزيارة قد شكلت صفعة للسلطة ورئيسها بدايةً بإهمال التطرق لقضية فلسطين، ومن ثم بمدة اللقاء الذي لم يتجاوز الساعة، ومن ثم بذلك الرد التهكمي على طلبات رئيس السلطة بقول بايدن له "هذه أشياء تحتاج إلى السيد المسيح، صانع المعجزات كي يحققها"! وقد كانت السلطة تترقب هذه الزيارة وتتحدث عن قرارات مركزية ومفصلية ستناقش عقب هذه الزيارة، ومنها التهديد بتنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير والمتعلقة بتعليق اعتراف منظمة التحرير بكيان يهود، ووقف التنسيق الأمني معه في الحال، وهو ما لم يحصل، ووجد رئيس السلطة أن التنفيس عن تلك الصفعة والهروب من هذا الواقع الفاضح يكون بالذهاب إلى أوروبا للتباكي والبحث عن منبر لترديد عبارات الشرعية الدولية وحل الدولتين وإنهاء الاحتلال!
إن هذه الجولة الخارجية لا قيمة لها ولا وزن، وهي أقرب للسياحة السياسية منها لتحقيق أهداف سياسية واضحة مهما كان حجمها، وهي تظهر إفلاس السلطة وإحباطها ودورانها حول نفسها تبحث عن ذاتها وعن مشروع تبنته وبنت عليه كل أحلامها وارتكبت لأجله كل خياناتها، بينما كيان يهود في المقابل يفرض الوقائع ويصادر الأراضي ويبني المستوطنات وينشئ البؤر الجديدة ويغتال المجاهدين في نابلس و جنين ويتحضر لفتح مطاراته لسفر أهل فلسطين للخارج، وبذلك يقطع آخر حبال الوصل للضفة مع الأردن في طريق يوصله في النهاية لضم الضفة بأهلها أو دون أهلها بسلطتها أو بدون سلطتها ولكن لا دولة ولا سيادة لجهة غيره في الضفة.
إن هذا الواقع المذل لرئيس السلطة وللمنظمة ورجالاتها هو بسبب طريق الخيانة والتنازل والتفريط، ففرطوا بالكثير لينالوا القليل فخسروا القليل والكثير، وهذا يظهر أن الطريق السياسي والواعي للتعامل مع قضية فلسطين يكون بالبحث عن قوة قادرة على التحرير وتحريكها، وبما أن الحديث عن قضية إسلامية فقد كان العنوان الصحيح هو الأمة الإسلامية وجيوشها، وهذا الحل وإن تأخر ولكنه في النهاية يعيد الأرض كاملة، أما مشاريع الغرب التي تبنتها السلطة فهي تضيع البلاد سواء أكانت قبل عقود أو بعد سنوات.