أعلنت الخارجية الأميركية -في بيان- إن خبراء المقذوفات الذين عملوا تحت إشراف المنسق الأمني الأميركي، خلصوا إلى أن الرصاصة التي قتلت بها الصحفية شيرين أبو عاقلة في 11 مايو/أيار الماضي تعرضت لأضرار بالغة بشكل حال دون التوصل إلى نتيجة واضحة، وأن المحققين المستقلين لم يتمكنوا من التوصل إلى نتيجة نهائية بعد تحليل جنائي مفصل للمقذوف.
كما قالت الخارجية الأميركية إن المنسق لم يجد أي سبب للاعتقاد بأن مقتل شيرين كان متعمداً، ولكنه كان "نتيجة لظروف مأساوية خلال عملية عسكرية"، وفق تعبيرها.
تظهر نتائج التحقيق الأمريكي أن الولايات المتحدة وبعد أن قررت إجراء تقييم منفصل لمقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة خاصة أنها تحمل الجنسية الامريكية وتعمل مع وكالة إخبارية عالمية وكان لمقتلها صدى عالمي، كان قرارها بإجراء تحقيق يرفع الحرج عنها وفي ذات الوقت لا يخلص إلى نتيجة تُحمّل كيان يهود المسؤولية بالكامل، فكان هذا التلاعب بالألفاظ وعدم حسم الموضوع وترك الباب مفتوحاً في حال اعتراف كيان يهود بالمسؤولية -وهذا ما لا يلمس- بالقول "إن المنسق لم يجد أي سبب للاعتقاد بأن مقتل شيرين كان متعمداً".
إن هذا الموقف الأمريكي ليس مفاجئا وهو متوقع من دولة ترعى وتحمي كيان يهود وتوظفه لتنفيذ سياساتها في المنطقة، ولطالما تسترت الولايات المتحدة على جرائم كيان يهود التي لا تتوقف بحق أهل فلسطين وتشتد يوماً بعد يوم، فالتعويل على تحقيقاتها هو غباء سياسي، فأمريكا هي راعية الإجرام وهي التي ترعى كيان يهود منذ عقود ولا تضع نصب عينيها عند القيام بأي تحقيق سوى مصالحها السياسية، فإن كان يلزم التبرئة فعلت وإن كان يلزم المراوغة راوغت وإن كان يلزم الإدانة أدانت وتضع النتيجة مسبقاً بغض النظر عن الحقيقة والتفصيلات، ويبدو أنها وجدت في هذه القضية بأن مصلحتها تقتضي المراوغة فكانت هذه النتيجة!
أما تحركات السلطة الفلسطينية -التي تكون في حالة تنسيق مع كيان يهود عند كل جريمة يرتكبها- وجعجعتاها الإعلامية واللهث خلف أمريكا ومحكمة الجنايات الدولية فهو المسلك الوحيد الذي تجد فيه السلطة إشغالا لوقتها المملوء بالخيانة والتنسيق ونهب أهل فلسطين ويكون مصير تحركاتها كما يقال الرضى من الغنيمة بالإياب أو ببعض الفتات، وكذلك الحديث عن الأمم المتحدة واللجوء لها بعد نتائج اليوم فهو أيضاً لإضاعة الوقت وما تقرير غولدستون الشهير بصفحاته التي زادت على الخمسمائة عنا ببعيد، والذي كانت نهايته تراجع غولدستون بنفسه عن تقريره الذي أدان فيه كيان يهود.
إن جريمة قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة لا تحتاج إلى تحقيق وإلى خبراء ومختبرات ورصاصة أخرجت من رأس الضحية! إنها جريمة واضحة حالها حال كل جرائم كيان يهود في فلسطين وحالها حال جرائم أمريكا في العراق وأفغانستان كلها جرائم واضحة مفضوحة لا تحتاج لدليل فهي تشهد على نفسها وفاعلها وهي موثقة بالصوت والصورة وملطخة بالدم والأشلاء والتحقيق فيها هو استغفال للشعوب وامتصاص لردة فعلهم وطمس للجريمة، وتلك الجرائم بحاجة فقط إلى جهة سياسية قوية تحاسب كيان يهود وتلك الدول على جرائمها الكثيرة في بلاد المسلمين، وهذا ما تفتقده الأمة الإسلامية جراء عدم وجود دولة خلافة قوية مستقلة القرار وكاملة السيادة تحاسب الأعداء وتحرر فلسطين وتحمي المسلمين وأهل الذمة كما فعلت على مدار ثلاثة عشر قرنا من الزمن.
4-7-2022