أوردت وكالات أنباء عدة خبر تحذير رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من نشوب حرب دينيّة في المنطقة بعد الإجراءات التي اتبعتها "إسرائيل" بضمّ موقع ديني إسلامي إلى تراثها.
 
وقال عباس في كلمة له أمام البرلمان البلجيكي بثتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية إن رد "إسرائيل" على دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما اتخاذ خطوات لبناء الثقة كان إعلان رئيس وزرائها يوم الاثنين أن " الحرم الابراهيمي في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم وأسوار القدس القديمة تراثا يهوديا "إسرائيليا" وهذا استفزاز خطير ويهدد بحرب دينية."
 
وأضاف "لقد طالبنا ونطالب بدور سياسي فاعل للاتحاد الأوروبي يكمل الدور الأمريكي الذي نقدر جميعا أهميته ومركزيته ونعتبر أن كل تأخير وتسويف سيقوض فرص السلام ويدخل المنطقة في دوامات جديدة من العنف."
****
لمن يتابع تصريحات رئيس السلطة هذه أن يقف عليها متسائلاً: ما الذي يخشاه عباس من اندلاع حرب دينية في المنطقة؟ هل يخشى عباس أن تدمر تلك الحرب الدينية "إنجازات السلام" التي عمت وطمّت؟! أم يخشى عباس أن تبوء المشاريع السياسية والمخططات الاستعمارية بالفشل؟! أم تراه يخشى أن تحرر تلك الحرب كامل فلسطين وتقضي على دولة يهود فتتبخر أحلامه وآماله بإنهاء عذاباتهم؟! وما هي كلمة السر التي يحذر عباس منها دول الاتحاد الأوروبي حتى يذكرها بالحروب الدينية؟ لا شك أنها الإسلام.
 
فمن على المنبر البلجيكي يحذر عباس الغرب من أن إجراءات يهود يمكن أن تعطل جهود عقود متواصلة بذلتها تلك الدول في سبيل تحوير قضية فلسطين من قضية إسلامية إلى قضية وطنية صرفة، ومن حرب عقائدية حضارية إلى مجرد احتلال لأرض تقبل المفاوضة والمساومة. فما يحذر منه عباس هو أمن تلك الدول وفشل مخططاتها، مما يعطى انطباعاً واضحاً بل صورة جلية عن مدى حرص عباس على تنفيذ الأجندات الغربية في المنطقة وأنه يناضل ويكافح في سبيل ذلك حتى آخر رمق فيه، ويدل ذلك أيضاً على كذب إدانة عباس وسلطته لإجراءات كيان يهود بضم المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال وسور البلدة القديمة وأن إدانته لهذه الإجراءات منبعها ما تسببه من إفشال للمخططات الغربية لا حرصاً على تلك المقدسات. ويعطي انطباعاً كذلك من أن الدول الغربية تخشى الإسلام مما دعا عباس لتحذيرها وتذكيرها بالخطر الداهم الذي يهددها.
 
كما لم يغب عن عباس أن يتسول دول الاتحاد الأوروبي سياسياً فيطالبها بضم جهودها لجهود أمريكا التي يقدر عباس دورها "المركزي" برغم صفعها له مرة تلو الأخرى وبرغم من أنها وضعته في مواقف حرجة لا يحسد عليها بل إنها علقته على الشجرة بلا سلم رجعة.
 
إن قضية فلسطين كانت ولا زالت قضية إسلامية صرفة، ففلسطين لم تحتل هذه المكانة المرموقة لدى المسلمين إلا لأنها بلاد إسلامية وفيها ثالث الحرمين وثاني المسجدين، ولولا عقيدة المؤمنين الصادقين وجهادهم ما تحررت فلسطين من الصليبين ولا من التتار، وبدون تلك العقيدة ستبقى فلسطين لعبة يتلهى به أراذل القوم، ولكن سنة الله في فلسطين أن لا يعمر فيها ظالم، وسيأتي اليوم الذي تعلن فيه خلافةُ المسلمين المرتقبة الحربَ على يهود فيتحقق ما يخشاه عباس ومن وراءه، فينطق الشجر والحجر قائلاً يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله.
 
(وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا)
 
24-2-2010