تعليق صحفي

السلطة تسهر وتستنفر قواتها حرصا على سياسة النهب والإفقار المستمرة لأهل فلسطين!

قامت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة باعتقال عدد من نشطاء حراك "بدنا نعيش" من خيمة الاعتصام على دوار ابن رشد في مدينة الخليل بعد منتصف الليل، وكان الحراك قد نصب خيمة اعتصام للاحتجاج على سياسة الجباية والضرائب التي تنتهجها السلطة بحق السلع والخدمات التي باتت في حالة ارتفاع هستيري حتى أضحت تهدد لقمة عيش الناس وحاجاتهم الأساسية خاصة في ظل الارتفاع المستمر للأسعار بفعل عوامل كثيرة لم تتخذ السلطة أي إجراء للتخفيف من وطأتها.

إن هذا التغول على أهل فلسطين الذين يكتوون بلظى الفاقة والفقر وجحيم الضرائب والمكوس، يظهر مدى حرص السلطة على الحفاظ على شريان المال المتدفق على جيوب قادة المشروع الاستثماري القائم على جمع الثروات وتكديسها وإنفاق ما يتم إنفاقه على أجهزة أمنية لا وظيفة لها سوى حماية أمن يهود تحت عنوان التنسيق الأمني! بينما تترك حياة الناس وخدماتهم في التعليم والصحة في حالة متردية ومتهالكة!

إن الأجهزة الأمنية، التي تتحرك لقمع الناس، تستنزف ربع الميزانية لحماية السلطة ومشروعها التفريطي الذي ضيع القضية وجرأ كيان يهود على أهل فلسطين ووفر لهم الحماية، بينما تغيب تلك الأجهزة عندما يكون قطعان المستوطنين يقطعون الطرقات ليلا ويعتدون على أهل فلسطين بل ويدنسون مسرى النبي ويقتحمون الأقصى، فمعاركهم المستمرة والطارئة وبعد منتصف الليل، فقط عندما يتعلق الأمر بحراك من الناس يطالب بأبسط الحقوق!

لا شك أن المساس بشريان الثروة المنهوبة من جيوب الناس، والذي بات أحد الأسباب الرئيسية لتمسك السلطة وقادتها بوجودها، في اللحظة التي يتبدد حلمها الوضيع بإقامة دويلة وفق المشروع السياسي الأمريكي -مشروع الدولتين- وذلك بفعل إجراءات كيان يهود المستمرة التي لم تبق لهم فتات أرض أو سيادة، لا شك أن المساس بذلك الشريان يغضب السلطة ويستنفر قادتها الذين يفكرون في توسعة ذلك الشريان وزيادة الضرائب والجمارك على السلع والخدمات لا سيما بعد توقف "المساعدات" الخارجية، فكيف الحال والناس تطالب بقطعه؟!

إن رفع أهل فلسطين الصوت في وجه السلطة وسياستها الظالمة يظهر أن أهل فلسطين يرفضون الخضوع لسياسات السلطة الظالمة وهذا يخيف السلطة ويجعها تتغول أملا في قمع الناس وإخفات صوتهم، وهذا يوجب على الناس رفع الصوت عاليا والتصدي للتغول على من يطالب بحقوقهم ويدافع عنهم وأن يساند بعضهم البعض وهذا كفيل بجعل السلطة تتراجع وتستجيب لهم ولمطالبهم لا أن يحصل العكس.

٦-٦-٢٠٢٢