قالت وزارة الخارجية "الإسرائيلية" مساء اليوم السبت، إن التصعيد في أوكرانيا يمكن أن يكون سريعاً وصعباً، مجددة دعوتها "للإسرائيليين" هناك بالإسراع في مغادرة البلاد، وقالت الوزارة إنها تجدد دعوتها "للإسرائيليين" إلى مغادرة أوكرانيا على الفور معتبرة أن التصعيد يمكن أن يكون سريعاً وصعبا.

وأضافت: "من أجل مساعدة "الإسرائيليين"، قررت وزارة الخارجية إبقاء السفير ميخال بروديسكي وطاقم السفارة في كييف في الوقت الحالي، وافتتاح القسم القنصلي في السفارة وغداً (الأحد) بشكل استثنائي، من أجل توفير وثائق السفر للمواطنين المحتاجين لذلك".

رغم أن التحرك يظهر فيه إعادة "مواطنين" من كيان يهود في أوكرانيا إلا أنه في حقيقته أبعد من ذلك، وهو رفد كيان يهود بمزيد من المواطنين ذوي الأصول اليهودية الذين يعيشون في أوكرانيا التي يقدر عدد الجالية اليهودية فيها من 150 إلى 200 ألف يهودي وذلك في استمرار لعملية التهويد والسيطرة على الأرض المباركة وفي محاكاة لجلب اليهود من إفريقيا بداية التسعينات "عملية سليمان" عند سقوط نظام منغيستو هايلي ميريام حيث تم نقل 20 ألف شخص إلى "إسرائيل" خلال 36 ساعة فقط وهكذا كان كيان يهود منذ عام 1948 يستغل كل حرب وصراع لاستجلاب المزيد من اليهود في العالم إلى فلسطين حتى جمع الملايين في كيانه المسخ.

إن ما يقوم به كيان يهود من استجلاب المزيد من اليهود إلى فلسطين ينسجم مع بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة ضمن حملة الاستيطان الشرسة التي ينفذها في النقب ومناطق أخرى من الضفة والقدس، وأخر فصولها ما أورده"المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان" في تقريره الأسبوعي السبت ١٩-٢-٢٠٢٢، ويظهر التقرير أن الصندوق القومي اليهودي المدعوم من نتنياهو يسارع الخطى في دعم الاستيطان في الضفة وأنه كان قد أعلن مؤخراً عن استئناف نشاطاته الداعمة للاستيطان وذلك بعد توقف جزئي دام 3 سنوات، حيث صوًّت مجلس إدارة الصندوق على استئناف النشاطات الداعمة للاستيطان في الضفة بتحويل 20 مليون شيقل هذا العام لصالح مشاريع استيطانية في مجالات مختلفة، ويظهر التقرير أن الاستيطان يتوسع بشكل كبير حتى أنه طال مناطق تصنف أ وفق اتفاقية أوسلو وخاصة في محافظتي بيت لحم والخليل، وذلك وفق تقرير حديث صادر عن معهد العلوم التطبيقية ( أريج ) حيث تم إخراج مخطط تم تجميده عام 1983 ليتم تنفيذه وتبلغ مساحة المخطط 70048 دونما من الأراضي التابعة لمحافظتي بیت لحم والخليل الشرقية.

وبينما ينشغل كيان يهود في ابتلاع الأرض واستجلاب المزيد من المرتزقة إلى فلسطين ويدوس كل الاتفاقيات وعلى رأسها اتفاقية أوسلو المشؤومة ويستولي على مناطق خاضعة للسلطة بشكل كامل وفق تصنيفاتها، ينشغل قادة السلطة وزعماء الدول العربية باللهث خلف الدول الغربية وسراب السلام كما حصل في لقاءالوزراء في ميونيخ اليوم 19-2-2022 حيث أكد المجتمعون -وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا ومصر والأردن والسلطة- مواصلة التنسيق والمشاورات بهدف تحريك العملية السلمية في الشرق الأوسط نحو السلام الشامل والعادل والثابت على أساس الدولتين!

إن حالة التوتر التي يعيشها الغرب والصراع بين الدول الكبرى على النفوذ والثروات في العالم وانشغالهم الجزئي ببعضهم البعض ونصبهم الفخاخ والمكائد لتوريط بعضهم يمثل فرصة لأمة الإسلام للانعتاق من الغرب وعملائه من الحكام والتحرك لتحرير فلسطين واقتلاع كيان يهود من جذوره لا أن يكون فرصة لكيان يهود لجلب المزيد من اليهود إلى فلسطين بينما تبحث الأنظمة العربية السلام في ميونيخ!

٢٠-٢-٢٠٢٢