كشفت بيانات نشرها الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة "أمان"، أن السلطة أنفقت خلال النصف الأول من العام الجاري 2021 نحو 1.67 مليار شيكل لتعزيز قطاع الأمن، وهو ما يمثل 22% من إجمالي النفقات على مراكز المسؤولية للنصف الأول من العام. وأفاد أن وزارة الداخلية لم تنشر بياناتها حول موازنتها، حيث تبين وجود ارتفاع فاتورة الرواتب والأجور مقارنة بالعام الماضي ب (115) مليون شيكل. وأفاد التقرير انه لوحظ ارتفاع النفقات الرأسمالية خلال النصف الأول من العام بالمقارنة مع ذات الفترة للأعوام السابقة، التي قد تعود إلى شراء 184 سيارة للضباط في الأمن الوقائي، و85 سيارة للمخابرات، دون وضوح مبررات الشراء.

وفي مقابل هذا البذخ على قطاع الأمن، أكد التقرير أنه لم يتم تحويل سوى دفعة واحدة من مستحقات العائلات الفقيرة، في حين أن الأصل أن يتم تحويل 4 دفعات سنويا، وبالتالي ومن المرجح أن يتم حرمان الأسر الفقيرة من مخصصاتهم. ووفق المعطيات التي نشرها المؤتمر، فإن الفرد الفلسطيني هو المورد الأهم للموازنة العامة وما يجب أن يعزز الرقابة المجتمعية على السياسات الحكومية وتعزيز الشفافية.

هذا تقرير كاشف فاضح بذاته دون الحاجة إلى التعليق عليه أو تسليط الضوء على نقاطه، فهو يبرز بشكل واضح حجم المصيبة التي حلت على رؤوس الناس بسبب السلطة الفلسطينية المجرمة، التي تنهب أموال الناس بالضرائب والمكوس وتسرق أموال المساعدات لتصبها صبا في جيوب الفاسدين والجهاز الأمني الذي مهمته الأساسية وشبه الوحيدة أن يوفر الأمن والحماية لكيان يهود ولأزلام السلطة الذين يسهرون على حماية أمن يهود.

وفي الوقت الذي يلحظ الجميع حجم التردي الذي أصاب جهازي الصحة والتعليم بسبب شح الموارد المالية بحسب ادعاء السلطة وقلة الانفاق عليهما، يأتي هذا التقرير ليميط اللثام عن الثقب الأسود الذي يستنزف الأموال ويترك أهل فلسطين يصارعون الجهل والمرض وسوء الحال.

وعلى الصعيد الإنساني والاجتماعي فالتقرير واضح في أنه حتى أقل القليل وهي المبالغ الرمزية التي كان من المفترض أن تصل العائلات الفقيرة والمحتاجة مرة واحدة كل 3 شهور ومبلغ زهيد لا يسد الرمق، إلا أن السلطة هذه المرة لم توصل حتى هذا الفتات إلا مرة واحدة من بين 4 مرات، إي في السنة مرة واحدة بدل 4 مرات مجدولة!!.

فأي إجرام هذا الذي تمارسه السلطة بحق أهل فلسطين، تسرق أموالهم لتشتري بها سيارات للأجهزة الأمنية التي تسهر على حماية أمن يهود، وتسرق أموال المساعدات التي من المفترض أن تذهب للفقراء والمشاريع لتصبها صبا في جيوب المسؤولين وأصحاب المناصب!!

حقا إن السلطة شجرة خبيثة ابتلى الله بها أهل فلسطين بلاء عظيما.

14/10/2021