تعليق صحفي

الأنظمة تمكن كيان يهود حتى من شربة ماء شعوبها

(اتفاق المياه الأردني –"الإسرائيلي")

 

 أوردت قناة الجزيرة-الأردن خبرا عن "توقيع اتفاق أردني "إسرائيلي" يحصل الأردن بموجبه على شراء كميات مياه إضافية من "إسرائيل" خارج إطار اتفاقية السلام والكميات المنصوص عليها بالاتفاقية "، وأن "ضخ المياه سيكون من بحيرة طبريا... وكمياتها تقدر بـ 10 مليون متر مكعب في 2022 ... وقد تختلف بحسب الضخ ... وستصل الكمية الإجمالية لـ 50 مليون متر مكعب".

  لم تكتف الأنظمة المتخاذلة -وعلى رأسها نظام الأردن- بتسليم فلسطين ورقاب أهلها إلى كيان يهود الغاصب، فها هي الآن تسلم رقاب شعوبها وشربة مائهم إلى كيان يهود أيضا، إذ أن التنازل عن فلسطين لم يكن فقط تنازلا عن أرض وأهل وعقيدة، فإنه قد كان تنازلا عن موارد الأمة كذلك، مما جعل كيان يهود هو المتحكم بموارد المياه ومثلها الغاز الذي صار يصدره للأردن وصار يصدره لمصر بعد أن كان يستورده منها، ومن ثم سيكون كذلك هو مصدر الغاز للخط الذي سيصل إلى لبنان عبر الأردن وسوريا لحل مشكلة الكهرباء في لبنان، لترتبط به دول المنطقة في أساسياتها من ماء وغاز وكهرباء!

 إن هذه الأنظمة لطالما كان همها الوحيد هو حماية عروشها من السقوط، وقد كان يرافق ذلك حماية كيان يهود من السقوط كذلك وإن كان باطنا، أما الآن فإن سعيهم لتقوية كيان يهود وحمايته من السقوط صار ظاهرا وباطنا، وذلك بما يجري من التطبيع المحموم وعقد الاتفاقيات مع ذلك الكيان، وها هم يمكنونه من مقومات الحياة والموارد الأساسية لشعوبهم بعد أن لبثوا عقودا ينهبون البلاد ويعطلون الطاقات بالإهمال وسوء الرعاية، وها هي السدود في الأردن تتحول من جراء الإهمال وسوء الرعاية إلى خراب وتتحول السيول والأمطار من نعمة إلى كوارث وذلك لتكتمل حلقة الهيمنة والحاجة لما يسمى "بإسرائيل".

  لقد درجت الأنظمة –وهي التي أبقت الأمة عبر عقود حكمها في حالة من التخلف والفقر والمديونية- على تبرير خياناتها وتطبيعها مع كيان يهود بمبررات كاذبة سمجة تتمثل بما سيجلبه "السلام" مع هذا الكيان من "التقدم والمصالح والازدهار"، وكأن الذين وصفهم الله تعالى في كتابه (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَّا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا)، وقال فيهم (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)، هم مفاتيح التنمية كما تحاول تلك الأنظمة تسويقهم، حتى صارت تمكنهم من الاختراق والهيمنة في كافة المواضيع الحساسة ومنها الموارد، ولعل أهل الأردن لم ينسوا بعد أزمة المياه الملوثة التي أمدهم بها كيان يهود بُعيد اتفاق وادي عربة!

وخلاصة القول إن كيان يهود وأنظمة الخيانة والتخاذل هما وجهان لعدو واحد، ولن تستطيع الأمة أن تحيا بكرامتها وتهنأ بشربتها وتملك مواردها إلا بإزالة كليهما معا وإقامة دولة الإسلام (وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُممَّاءً غَدَقًا).

١٢-١٠-٢٠٢١