
***
إن قادة دولة الاحتلال اليهودي لا يكتفون بامتطاء رموز السلطة الفلسطينية لتحقيق مشروعهم الأمني، ولا يكتفون بالتنسيق الأمني الذي تتابعه قادة السلطة وتنصاع إليه، ولا يكتفون بكل الاستخذاء الذي تمارسه قادة السلطة في سعيهم لدويلة هزيلة، بل هم يريقون مياه وجوههم في كل مناسبة ويستصغرون شأنهم.
إن ليبرمان هذا لم يراع وقفة الذل التي وقفها فياض في مؤتمر هيرتسيليا الأمني، ولم يهتم باللقاء الحار ما بين فياض وساسة يهود ومنهم وزير الحرب باراك. وهذا هو حال السيد اللئيم أمام الخادم الوضيع. ولا يمكن للخادم الذليل أن يتمرد على سيده، فالخادم يقبل الإهانة صاغرا في كل مرة.
ولو كان في وجوه رموز السلطة بقية من حياء لأعلنوا انسحابهم من تنفيذ هذا المشروع الأمني ولتمردوا على خطاب الاستصغار الذي يجدونه عند ليبرمان وغيره من قادة الحرب، ولكنهم استمرؤوا الذل والهوان وربطوا مستقبلهم السياسي برضا الاحتلال بعدما فقدوا كل ورقة يمكن أن تكون بأيديهم في مواجهة هذا الاحتلال، وخصوصا وهم يتنكرون للعمل المسلح في كل مناسبة، ويصرون على اعتبار قضية فلسطين شأن أهل فلسطين دون الأمة التي تملك مفاتيح الحل الجهادي لخلع هذا الاحتلال.
إن قادة الحرب في دولة يهود يؤكدون لرموز السلطة أنهم لا تقوم لهم قائمة على الأرض إلا برضا الاحتلال، وأن الاحتلال إذا شاء أسقطهم عن عرشهم الوهمي. وهذا تأكيد على أن السلطة تحت الاحتلال هي في مصلحة الاحتلال، وإذا اختلت تلك المصلحة أسقطها متى شاء.
وبالتالي فإن ليبرمان يواجههم بحقيقة يدركونها جيدا، وهو أن لا طريق أمامهم إلا طريق المفاوضات الذليل، وأن عليهم أن ينصاعوا للمفاوضات المباشرة والفورية. ولذلك على الأمة أن تدرك أن سلطة بلا مفاوضات مع يهود وبلا تمرير للحلول الاستسلامية لا يمكن أن تستمر.
إن وقاحة ليبرمان هذا تستوجب وقفة عز من القادة لو كان فيهم نخوة الرجال، ولكن أنى لرموز استمرؤوا الصغار وأدبروا عن كتاب الله وشرع الله أن يدفعوا عن أنفسهم الذل.
"وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ"
7/2/2010