لم تظهر جولات ميتشل التي ربت عن العشر جولات أنها جولات فارغة المحتوى والمضمون مثلما ظهر ذلك في جولته الأخيرة، فقد ظهر عياناً أهداف هذه الجولات المقتصرة على الاستمرار بالإمساك بزمام الأمور خشية "فلتانها" وخروجها عن "السكة" الأمريكية، كما ظهر ضعف وفشل الإدارة الأمريكية بإحياء ما يعرف بعملية السلام، ظهر ذلك على لسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تصريحات له لمجلة التايم الأمريكية عندما اعترف أوباما بفشل جولات ميتشل بقوله"بأن بصر ميتشل قد زاغ". وعندما صرح أوباما "أنه لم يدرك مدى صعوبة التوصل إلى حل لنزاع الشرق الأوسط، وبالغ في توقعاته في السنة الأولى من حكمه".
وزاد من حد فشل الإدارة الأمريكية وتعرية جهودها تصريح رئيس وزراء كيان يهود (نتنياهو) مؤخراً "أن المستوطنات جزء لا يتجزأ من دولة "إسرائيل" إلى الأبد".
إن هذه التصريحات من أوباما ونتنياهو تنبأ بفشل كل المحاولات والمساعي التي عزف على وترها حكام دول الضرار والرامية إلى تحوير وتحويل قضية فلسطين من قضية إسلامية صرفة إلى قضية وطنية ضيقة، ومن صراع عقدي ووجود إلى صراع حدود. كما تنبأ كذلك بأن خطط المتآمرين الذين تهالكوا باللهث خلف سراب السلام المزعوم والذين ظنوا أن بانبطاحهم أمام القوى الغربية والاستعمارية وتفريطهم بقضايا أمتهم وتقديمهم فلسطين لقمة سائغة ليهود بأنهم سيتمكنون من طي هذه الصفحة وللأبد وأنهم سيخمدون نقطة ساخنة طالما أرقتهم.
إن قضية فلسطين لا يمكن أن تحل وفق الرؤى والمخططات الغربية، يصدّق ذلك الواقع المعاش والتصريحات المعلنة، وطبيعة المسلمين الذين لن يتركوا شبراً احتله عدو لهم واغتصبه حتى يطهروه، وأنهم وإن ضعفوا وهدمت دولتهم فسيأتي يوم –وقد باتوا يتطلعون إليه بشوق- يعز فيه الإسلام وأهله وسيحرر المسلمون عندها بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، ويصّدق ذلك أحاديث الرسول الأكرم عليه السلام والتي أخبر بأن المسلمين سيقاتلون يهود ويقتلونهم، والأحاديث التي أخبرت بأن بيت المقدس ستكون جزءا مهما من الخلافة القادمة التي ستحرر فلسطين وترسخ قدمها فيها.
25/1/2010