تعليق صحفي

سلطةٌ "بعظام رقبتها" غارقةٌ في الفساد مفرطةٌ بالبلاد والعباد...حتماً لن يكون هدفها حماية الأسرة!

قال د. أحمد مجدلاني وزير التنمية الاجتماعية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إن ما أسماه "المؤسسة الرسمية الدينية" لم تبدِ أي تحفظ على النسخة الأخيرة من قانون حماية الأسرة من العنف، وأن الحكومة لن تنسحب من إقرار هذا القانون وستمضي نحو تطبيقه! وأضاف خلال حديث لبرنامج "كلمتين وبس" عبر فضائية معا أنّ هذا القانون بالأساس وجد لحماية الأسرة في إطار قانوني وتلبية احتياجات المجتمع والأسرة الفلسطينية، والمرأة هي المكون الأساسي لهذه الأسرة. (وكالة معا)

إن الباعث والمحفّز لإقرار النسخة الأخيرة لقانون ما يسمى "حماية الأسرة من العنف" عند السلطة الفلسطينية هو إرضاء الدول الغربية "المانحة!" وأدواتها من الجمعيات المُمَوّلة منها، وما يصدر عن السلطة ورجالاتها من التذرع بالحرص على الناس هي ادعاءات كاذبة لا طعم لها ولا رائحة، ولا تنطلي على أهل فلسطين الذين خبروا جوهر السلطة و"عظام رقبتها"؛ من القائمين عليها والمتفانين في تنفيذ مخططات الغرب، التي تهدف لنشر ثقافة الغرب وتفكيك الأسرة المسلمة واقتحام حصنها لإنشاء جيل مفكك لا يقوى على الوقوف في وجه كيان يهود!

إن مخالفة قانون "حماية الأسرة من العنف" للإسلام ومحاربته لثقافة الأمة وتحدّيه للنصوص الشرعية باتت معروفة لكل أهل فلسطين، الذين يعتزّون بإسلامهم ويعيشون في ظل نعمة أحكامه ويسيرون حياتهم الاجتماعية وأفراحهم وأحزانهم ومواريثهم بحسبها، فمناقضة القانون المبني على اتفاقية سيداو الخبيثة للأحكام الشرعية أصبح أشهر من نار على علم لدى أهل فلسطين، الذين يسكن الإسلام عقولهم وقلوبهم وتربوا في أسرهم على احترام المرأة أمّاً وزوجةً وأختاً ورحماً ضمن منظومة الأحكام الشرعية التي ضمنت أكرم حياة وأعزّ عيشة للمرأة في العالم.

 إن أهل فلسطين يدركون حجم مناقضة ذلك القانون للقرآن والسنة، ويدركون أنه وبحسب اتفاقية سيداو وقانون حماية الأسرة المزعوم يُعتبر قول الله تعالى ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً﴾ يعتبر جريمة!! وقوله تعالى ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ جريمة تمييز، وهدي النبوة في تربية الأبناء على الصلاة جريمة عنف؛ قال رسول الله ﷺ: «مُرُوا أبناءكم بالصلاة لسبِعِ سنينَ، واضْربوهم عليها لعشر سنين، وفرقُوا بينهم فِيِ المضاجع»، وكذلك قول رسول الله ﷺ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ نُكِحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ،...» يعتبر جريمة تعدٍ على الحرية! فهل مثل هذه الأحكام يجهلها مسلم؟! وهل يحتاج مسلم لمؤسسة رسمية "دينية" لتقنعه بخلافها لتبرر استيراد الشرائع الغربية؟! ما لكم كيف تحكمون؟!

إن استيراد أحكام غربية متناقضة مع دين أهل فلسطين وثقافتهم المستمدة من الأحكام الشرعية ليس له إلا هدف واحد، تدعمه قوى الاستعمار والدول الغربية التي تسعى السلطة الفلسطينية لإرضائها، وهو خدمة كيان يهود من خلال تحطيم الأسرة في فلسطين وتفكيك بنيانها القويم ليتسنى إنشاء جيل لا ثقافة له ولا قيم لديه يتسلح بها، قيم تبعث فيه الإرادة على الوقوف في وجه كيان يهود ومن خلفه من المستعمرين!

إن أهل الأرض المباركة باتوا يدركون أنهم بيضة القبان، فهم من وقف في وجه قانون الضمان فأفشله، وهم  من وقف في وجه قرار تمليك الروس أرض الصحابي تميم الداري رضي الله عنه فأحبطه، وهم بعون الله وتوفيقه قادرون على الوقوف في وجه السلطة ومنعها من تمرير قانون حماية الأسرة وأشباهه من مخرجات سيداو المهلكة.

ولن يسمح أهل فلسطين، بعون الله وتوفيقه، للسلطة أن تقدم بيوتهم قرباناً على أعتاب سيداو وزلفى لأعداء الإسلام، فمن فرّط بأرض فلسطين والدماء الزكية، ومن وضع يده بيد يهود لن تطرف له عين حين يقدّم أعراض المسلمين وأسرهم إرضاء لأعداء الإسلام!

إن أهل الأرض المباركة هم ملح الأرض وأصحاب الكلمة الفصل في كل قضية، فأهل الأرض المباركة ومعهم حزب التحرير...سيبقون ظاهرين على الحق .... يتصدون لكل متآمر ...وإن كانت السلطة وهي تصر على إقرار قانون هدم الأسرة تظن إن سيرها في ركاب أعداء الإسلام سينجيها من غضب الله وغضب المسلمين فهي واهمة...لأن عجلة الإسلام دائرة.... وليظهرن الله دينه وينصرن أولياءه، وستحاسب الخلافة القائمة قريبا إن شاء الله كل مجرم وخائن لله ورسوله وللمسلمين سعى للفساد وتدمير الأسرة المسلمة بقوانين شيطانية خبيثة.

(فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ)

3-7-2020