تحت عنوان "الاندبندنت: فرنسا محقة في منع البرقع" نقلت البي بي سي على موقعها مقالاً للكاتبة ياسمين عليباهي – براون قالت فيه:"إّنهم على حق في منع البرقع، حتى لو كان ذلك للأسباب الخاطئة"، وتضيف "إنّ المسلمين في فرنسا وبريطانيا وأجزاء أخرى من أوروبا يستخدمون حجة الحرية والمساواة لتدمير هذه القيم". وتمضي الكاتبة لشرح فكرتها حول الحرية بالقول "إنّ لدى المسلمين الحق أن يكونوا أحرارا ومتساوين، لكن ما ليس لهم الحق في فعله هو الترويج لممارسات تنتهك مبادئ المجتمعات الصالحة في كل مكان، وليس فقط في الغرب".
 
وتصل ياسمين إلى قضية البرقع فتقول إن ارتدائه "قد نما مثل الفيروس عبر القارة"، مضيفة أن أطفالا في سن الرابعة صاروا يلبسون الحجاب الآن. وترى الكاتبة أنّه قد آن الأوان "بالنسبة لنا كقارة (أوروبا) لأن نعيد التفكير حول هذا الملبس".
 
ثم تحاول الكاتبة كعادة الغرب تشجيع المرتزقة والعملاء الفكريين على مساندة الغرب في مسعاه لتغريب المسلمين وسلخهم عن حضارتهم، فتقول: "إنّ من المشجع أن تسعى سياسية مسلمة في فرنسا تدعى فضيلة عمارة من أجل منع البرقع، مضيفة "نحتاج إلى المزيد من هذه الأصوات".
 
ثم تحاول الترويج لفكرتها من خلال إيهام القراء بأنّ المسألة عند المسلمات اللاتي يرتدين النقاب مسألة إكراه واضطرار، رغم أنّ الصغير والكبير في العالم يرى تمسك المسلمين الطوعي بالإسلام، بل وتشبث المسلمات بعقيدتهن وحضارة الإسلام العظيمة تشبثا انقطع نظيره. فتقول الكاتبة:" إن كل النساء المسلمات اللاتي أعرفهن يكرهون هذا الزي، لكنهن خائفات من قول ذلك لأنها علامة على الخيانة". وتقول إنّ "معظم الفتيات المسلمات في مدارس الدولة الفرنسية مقتنعات تماما الآن بألا يغطين رؤوسهن ولم يتحولن إلى نساء خبيثات".
 
وتختم ياسمين مقالها بعبارة تنقلها عن فتاة مسلمة تدعى فاطمة (15 عاما)، التقت بها في باريس مؤخرا، وتقول إن "علينا في بريطانيا أن نتذكرها"، قول الفتاة "لقد احتجنا إلى حماية، في بعض الأحيان احتجنا إلى حماية من الناس الذين يحبوننا، وقد حمتنا فرنسا".
 
عبارة لا شك أن الاحتجاجات والمظاهرات التي خرجت للاحتجاج على منع الحجاب في فرنسا أكبر دليل على أنها إن صدقت الكاتبة في نقلها (وهذا مستبعَد)، فهي لا تمثل إلا قائلها.
 
هذا وقد نقل مراسل صحيفة الديلي تيليجراف في العاصمة الفرنسية باريس خبراً مفاده أنّ النساء اللائي يرتدين البرقع في الأماكن العامة سيعاقبن بدفع غرامة مقدارها 750 يورو، وفقا للقوانين الجديدة التي تتم مناقشتها حالياً. ويضيف المراسل هنري صامويل أنّ النواب الفرنسيين سيصوتون على مقترح القانون خلال كانون الثاني الجاري بعد حوار طويل بشأن هذه القضية.
 
هذا هو الغرب الذي يتشدق بالحرية والعدل والمساواة، وتلك هي فرنسا قائدة "الثورة الفكرية" و "بلد الحرية" على حد زعمهم، لم يطيقوا أن يروا المسلمات يحافظن على عفتهم في الوقت الذي تتساقط الغربيات صرعى للرغبة الجنسية عند الرجال وللإيدز والأوبئة والانحطاط إلى مستوى البهائم والعياذ بالله. لم يطق الغرب أن يعطي للمسلمات عشر معشار ما أعطاه للكاسيات العاريات من الحرية والحق في اختيار اللباس.
 
وبعد أن اعتبر الغرب الدولة حامية الحريات كما يقولون، تنكروا لفكرهم عندما تعلق الأمر بالإسلام والمسلمين، فقد تحولت الدولة إلى قامعة "للحريات" التي افتخروا بها وفارضة للغرامات على ممارسة أدنى "الحقوق" التي تغنوا بها في اختيار اللباس.
 
إنه الحقد الدفين على الإسلام والمسلمين والذي عجز الغرب عن إخفائه من شدته، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }آل عمران118.
 
ولكن هذا الحال لن يطول، فدولة الخلافة قادمة قريباً بإذن الله، وستنصر المسلمين والمسلمات أينما وجدوا، وستعيد الهيبة والعزة للمسلمين بعد طول ضياع، وحينها لن يجرؤ الغرب على التطاول أو التعدي على الحرائر العفيفات.
15-1-2010