لقد تبجح المحلل السياسي والخبير الأمني في كيان يهود الدكتور جاي باخور بقوله "ردعنا سوريا من خلال قصف أراضيها - وردعنا حزب الله من خلال الحرب - وردعنا حماس - وردعنا قيادة السلطة حتى أصبحت التنظيمات مثلها مثل الحكومات العربية تسعى إلى حالة اللاسلم واللاحرب."
 
إن الذي جعل ساسة يهود ومفكريهم يتبجحون بالانتصارات الوهمية على المسلمين هو خيانة حكام الضرار الذين سلطهم الكفار على رقاب المسلمين وتقاعس التنظيمات والأحزاب الذين تحولوا من حركات تحرر وتحرير إلى حركات مساومة على البلاد والعباد مقابل مصالح شخصية وحزبية بل إن البعض تحول إلى ذراع أمني لكيان يهود يبطش بكل من يفكر بإيذاء هذا الكيان.
 
ففي الوقت الذي يقوم فيه كيان يهود بتهجير سكان القدس وهدم منازلهم، كما قام ويقوم بزرع المستوطنات في الضفة الغربية بعد مصادرة أراضي أهل فلسطين وطرد أهلها منها، وكذلك استمراره بفرض الحصار على قطاع غزة، نجد أن حكام الضرار يردون على وحشية كيان يهود باللجوء إلى أعداء المسلمين الذين أوجدوا كيان يهود وأمدوه بالسلاح والمال وساندوا القرارات الظالمة بحق أهل فلسطين في المحافل الدولية، مثلما تعهد العاهل السعودي إلى عباس بالاتصال بالدول المؤثرة لممارسة ضغوطها على "إسرائيل" لوقف الاستيطان واستئناف المفاوضات استنادا إلى مبادرة السلام العربية، وكما أن النظام المصري يشارك في حصار غزة ويقوم ببناء الجدار الفولاذي الذي يحول دون دخول الغذاء والدواء وخفيف السلاح إلى قطاع غزة.
 
لكن الحقائق المرة التي جعلت يهود يتبجحون إذا أضيف إليها حقائق أخرى ستجعل جميع من يعيش في كيان يهود يبكون دما، ومن هذه الحقائق أن كيان يهود لم ينتصر في أي معركة إلا بخيانة حكام المنطقة، وفي كل المعارك الحقيقية التي خاضها هذا الكيان هزم على أيدي فئة قليلة العدد والعدة، كما جرى في معركة الكرامة وحرب تموز في لبنان والصمود الأسطوري لأهل غزة، ومن هذه الحقائق أن كيان يهود يعيش في وسط شارع مزدحم بأكثر من مليار مسلم، وكما قال أحد فلاسفة يهود بأن كيان يهود إذا ما قورن بالمسلمين فهو صفر.
 
ومن هذه الحقائق التي يدركها قادة كيان يهود وقادة الدول الغربية، أن هناك فئة مؤمنة تسعى جاهدة لقلب الأوضاع في العالم الإسلامي لتصبح الأمة الإسلامية رائدة الأمم وتزاحم الدول الكبرى في العالم على قيادة العالم من خلال دولة الخلافة التي أصبحت محط أنظار المسلمين وعقولهم، ودولة الخلافة ليست فقط ستستأصل كيان يهود من جذوره، بل ستقضي على النفوذ الغربي في العالم الإسلامي وتلاحق الغرب إلى عقر داره لتنشر الخير في ربوع العالم وتخرجه من الظلمات إلى النور ومن جور الرأسمالية إلى عدل الإسلام.