تعليق صحفي

اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب ذر للرماد في العيون

أعلن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في ختام دورته غير العادية برئاسة العراق، إدانته ورفضه قرار الولايات المتحدة الأمريكية الذي أعلنه وزير خارجيتها يوم 18 تشرين الثاني الحالي، باعتبار الاستيطان الاستعماري (الإسرائيلي) في الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 لا يخالف القانون الدولي.

وأكد المجلس في قرار أصدره تحت عنوان "رفض القرار الأمريكي اعتبار الاستيطان (الإسرائيلي) لا يخالف القانون الدولي" أن هذا القرار الأمريكي باطل ولاغٍ وليس له أثر قانوني وأنه مخالفة صريحة لميثاق وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بما فيها قرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016، والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية لعام 2004، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 وميثاق روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998 وغيرها من مبادئ القانون الدولي ذات الصلة. (جريدة القدس)

إن البيان الختامي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب يوجز المواقف العربية الرسمية وحتى موقف السلطة الفلسطينية في الرد على تصريحات بومبيو، ويبين أنها مواقف هزيلة ضعيفة متخاذلة لا تؤثر في السياسة الأمريكية، حيث إن جميع تلك المواقف تدور حول الشجب والاستنكار والإدانة من منطلق أن ما حصل مخالف للقانون الدولي والاتفاقيات والمواثيق الدولية وأنه يقوض السلم والأمن الدوليين ويقوض مشروع الدولتين، ومطالبة المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق في جريمة الاستيطان وفقاً لميثاق روما الأساسي، وكذلك دعوة المفوض السامي لحقوق الإنسان إلى سرعة إصدار قاعدة البيانات للشركات التي تعمل في المستوطنات، والدعوة لمقاطعة أي مؤسسة أو شركة تعمل في المستوطنات ومقاطعة بضائع المستوطنات ووسمها، ومنع دخول المستوطنين إلى الدول...

إن هذه المواقف المتآمرة تتكرر مع كل جريمة ترتكبها أمريكا بحق قضية فلسطين كما حصل عندما قررت نقل سفارتها إلى القدس واعتبارها عاصمة لكيان يهود، والهدف منها امتصاص غضب الرأي العام وذر الرماد في العيون ومحاولة الظهور بمظهر الحريص والمدافع عن قضية فلسطين والواقف في وجه أمريكا، والمدقق يجد أن تلك المواقف لا تتعدى كونها رداً خجولاً على التبجح الأمريكي وأنها تدور ضمن الدائرة المسموح بها لعملاء أمريكا فهي من زاوية تدعو للرد على أمريكا من خلال التمسك بمشروع الدولتين الأمريكي! وذلك في الحقيقة هو مزيد من الترويج للسياسة الأمريكية ومشاريعها المجرمة وإظهار أنه لا مفر من مشروع أمريكي جديد إلا إلى مشروع أمريكي قديم وإنزال أمريكا منزلة شرطي العالم الذي لا يمكن تجاوزه وتجاوز توجيهاته، ومن زاوية أخرى هي أيضاً مساعدة لأمريكا في جعل ترتيباتها الجديدة لقضية فلسطين أمراً واقعاً لا يمكن تجاوزه وذلك من خلال حصر الخطوات والتحركات فيما لا يمنع ويعرقل السياسة الأمريكية وأيضاً من خلال احتواء الدول التابعة لبريطانيا وإذابة حركتها لتكون ضمن تلك الدائرة غير المؤثرة.

إن هذه التمثيليات السخيفة التي تمارسها الأنظمة العميلة في بلاد المسلمين لم تعد تنطلي على أحد، والإجراءات الأمريكية بحق قضية فلسطين وما رافقها من مواقف مخزية من تلك الأنظمة وما تبعها من التطبيع العلني مع كيان يهود قد أسقط ورقة التوت الأخيرة التي كانت تتستر بها تلك الأنظمة وفضح سَوءَتها، وهذا يستدعي من ضباط الجيوش وأهل القوة التحرك لإسقاط تلك الأنظمة الذليلة وإقامة دولة الخلافة الراشدة على أنقاضها لتدوس على القانون الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية والمشاريع الخيانية التي أوجدت كيان يهود وتحرك الجيوش لاقتلاعه من جذوره وتحرير كامل الأرض وكل شبر منها من شروره وشرور مستوطناته؛ لا فرق بين المحتل عام 1948 والمحتل عام 1967.