تعليق صحفي

الجمعية العامة للأمم المتحدة إحدى أكبر حلقات التآمر على قضية فلسطين

تطرق أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة للقضية الفلسطينية وذلك خلال كلمته التي استهل بها اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 74 المنعقدة في نيويورك، حيث حذر غوتيريش في كلمته من سلسلة من الإجراءات الأحادية التي تهدد بنسف "حل الدولتين" بين "إسرائيل" وفلسطين، أما عبد الله الثاني ملك الأردن فقال "حل الدولتين هو الحل الحقيقي الوحيد"، وهو ما أكده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حيث قال "أن العرب منفتحون على السلام العادل والشامل، وأن المبادرة العربية للسلام لاتزال قائمة"، أما الرئيس التركي رجب طيب فشدد على ضرورة الإلتزام بحل الدولتين حيث قال "الحل يكمن في تأسيس دولة فلسطينية بأسرع وقت ممكن تكون مستقلة وأراضيها متجانسة على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، وهو أيضاً ما أكده أمير قطر تميم بن حمد وكل الذين تطرقوا للقضية الفلسطينية وكيفية حلها بإستثناء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أهمل هذا الجانب وإكتفى بِحَث جيران (إسرائيل) على إقامة علاقات طبيعية معها.

إن الحديث عن قضية فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة لم يتغير، فما زال الحكام العملاء يكررونه حتى بات مجترا، ولكن الأمر الذي تغير ما بين كل دورة ودورة هو الوقائع الجديدة التي يفرضها كيان يهود على أرض الواقع من التهام للأراضي حتى بات يبسط نفوذه بشكل مباشرعلى معظم الأراضي المحتلة عام 1967م، وما يتبع ذلك من تقطيع لأوصال المدن وحصار القرى وتطويقها بالمستوطنات والنقاط العسكرية، وكذلك ممارسته للمزيد من العربدة وسفك الدماء واقتحام المقدسات والتضييق على أهل فلسطين.

إن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت وما زالت إحدى أكبر حلقات التآمر من قبل الدول الكبرى على قضية فلسطين، فهي من جانب تبقي القضية في حلقة مغلقة وهي الترويج لحل الدولتين الخياني القاضي بالتنازل عن جل الأرض المباركة لكيان يهود، وفي ذات الوقت تتيح الفرصة لكيان يهود لممارسة اجراءاته التوسعية على أرض الواقع من خلال عدم إتخاذها ومجلس أمنها إجراءات تمنعه من ذلك، ما يتيح لكيان يهود استخدام هذه الوقائع لصالحه في أي حل قادم.

إن قضية فلسطين ليست بحاجة إلى جعجعات على منبر الأمم المتحدة! وليست بحاجة إلى عرض خرائط تبيّن حجم سيطرة كيان يهود عليها وكيفية تسلسل ذلك! وليست بحاجة إلى ذرف دموع التماسيح للتغطية على المتاجرة بدماء المسلمين وثرواتهم! وليست بحاجة إلى  مزيد من الوعود بالأموال والمنح للتغطية على الخيانات والتطبيع! وليست بحاجة إلى التأكيد على ضرورة حلها وفق الشرعية الدولية للتغطية على الفساد والتنازلات! وليست بحاجة إلى التحذير من خطر يحيط بها -صفقة القرن- دون تحرك فعلي لإيقاف ذلك بغرض تضليل الشعوب وإمتصاص غضبها!

إن فلسطين بحاجة لشيء واحد فقط، بحاجة لجيوش تتحرك لتحريرها من رجس يهود، وفق أوامر الله لا وفق أوامر الأمم المتحدة وقراراتها، جيوش تحركها قيادة مخلصة تسير على خطى الناصر صلاح الدين والخلفاء الراشدين، وليس على خطى الحكام العملاء أمثال السيسي وعبد الله وسلمان وأردوغان.

25-9-2019