غطرسة يهود وذلة حكام المسلمين
تحت عنوان "إسرائيل تهدد ولندن تعتذر" ذكرت صحيفة القدس خبراً عن مذكرة اعتقال ليفني التي أثارت حسب الصحيفة أزمة على الصعيدين السياسي والقانوني، "إسرائيل" ردت بغضب وحذرت من أنّ أية خطوة من محكمة لندن ستهدد العلاقات الثنائية بين "إسرائيل" وبريطانيا كما حذرت من قطع الزيارات الرسمية إلى بريطانيا إلا إذا أجرت الأخيرة تغييرا في قوانينها، ووصف رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو الخطوة البريطانية بكونها "سخافة". ولم تكتف إسرائيل بذلك بل إنّ السفير البريطاني في القدس توم فيليبس تلقى توبيخا من مسئولين "إسرائيليين" كبار وحسب ما أضافت الصحيفة أنّ أحد مساعدي نتنياهو طالب الحكومة البريطانية باتخاذ إجراءات برلمانيه ضد هذه الظاهرة غير الأخلاقية .
من الواضح أنّ "إسرائيل" تتصرف بمنطق القوي حتى مع الدول الكبرى (بريطانيا العظمى ) وتعتبر المس بأحد زعمائها أو مسئوليها أو حتى مواطنيها خطاً أحمراً، وحتى لو كان هذا التصرف بموجب قانون فإنّ هذا القانون يجب أن يتغير عندما يتعلق الأمر "بإسرائيل" لأنّ "إسرائيل" تعتبر أن تطالب إحدى المحاكم بمحاكمة تلك المجرمة التي كانت مسئولة عن سحق وحرق الآلاف من عزل غزة بأنّها ظاهرة غير أخلاقية، الأمر هذا يذكر بالرئيس السوداني عمر البشير الذي ضاقت عليه الدول بما رحبت ولم تعد تتسع له السماء فأصبح أسير بلده لا يستطيع مغادرتها خوفا من الاعتقال، كما يثير أيضا مفارقة في منطق التعامل من قبل تلك الدول الكبرى ومؤسساتها مع كل ما يتعلق بالمسلمين حتى ولو كانوا حكاما قضوا حياتهم في خدمة الغرب.
مفارقه أخرى تتمثل في موقف المحكمة البريطانية التي أصدرت مذكرة الاعتقال بحق ليفني (بغض النظر عن جدية الأمر وخلفيته السياسية) وذلك مقابل المواقف المخزية لبعض البلاد العربية التي زارتها ليفني، فبينما نظرت هذه المحكمة لليفني على أنّها مجرمة حرب حسب القانون وطالبت باعتقالها كانت ليفني قد زارت المغرب بكل طمأنينة وتم استقبالها، وليت هذا وفقط بل ظهرت صورها ورفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة يصافحها بكل وقاحة، وكيف لا يفعل وسلطته من قبله قد وقفت نفس الموقف المخزي عندما طالبت بسحب تقرير غولدستون الأمر الذي ظهر وكأنه سحب لاتهام وتجريم ليفني وحكومتها .
أما حكام المسلمين فإنّهم يتعاملون مع عدو المسلمين الوقح المتغطرس من الكفار واليهود بنفسية الذليل الخاضع، حتى صار دم المسلمين رخيصا لا يؤثر في حسابات الدول ولا يؤثر في علاقاتها وهو أكثر رخصا في حسابات حكام المسلمين، عنف اليهود وإجرامهم هو من أجل تأمين شرذمة منهم في  مستوطنة ما، وحزن حكامنا في حال سقوط ضحايانا إنّما لأنّ ذلك يمكن أن يؤثر على عملية السلام أو يخدشها.
في ظل زمن الانحطاط هذا تصدر أمريكا القوانين التي تمنع تعرض جنودها خارج أمريكا للمساءلة عن جرائمهم من أي كان ( وغالبا ما تكون الجرائم في بلدان المسلمين ) بينما يفخر أولئك الحكام بتعاونهم مع أمريكا في تسليم المجاهدين من رعاياهم لأمريكا لتسومهم سوء العذاب، وفيما يُستقبل جنود العدو العائدون إلى بلادهم كالأبطال يُستقبل الأسير العائد من غوانتانامو بمزيد من السجون أو بمشاريع إعادة تأهيل ودمج في المجتمع وكأنه لص أو مجرم .
هؤلاء الحكام هانوا على عدونا بسبب أنفسهم، ونحن هنا على عدونا بسببهم أيضا ولن ترتفع هذه المهانة أبداً إلا بعد أن يأتينا الله بإمام واحد هو منا ونحن منه، الشعرة من المسلم عنده برأس من الأعداء، عزيزاً مهاباً وإذا قال فعل،  ممن قال الله فيهم (... أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ...) .
 
23-12-2009