أفادت مصادر "إسرائيلية" بحسب الجزيرة نت أن لقاءات وزير المخابرات المصرية عمر سليمان بالمسؤولين "الإسرائيليين" تركزت في قضية الجندي "الإسرائيلي" الأسير جلعاد شاليط، ومنع تهريب السلاح إلى قطاع غزة، في حين قالت مصادر أخرى إنه حضر للضغط على "إسرائيل" لمنع إتمام صفقة التبادل مع حركة حماس الآن.
 
وكررت القناة العبرية الثانية الليلة ما كشفت عنه سابقا من أن مصر تمارس ضغوطا على حكومة "إسرائيل" لمنعها من توقيع صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس لتضطر الأخيرة على توقيع الورقة المصرية للمصالحة مع حركة فتح.
 
وكان معلق القناة الثانية للشؤون العربية إيهود يعاري المقرب للمؤسسة الاستخبارية قد قال ليلة السبت إن عمر سليمان سيزور "إسرائيل" لمطالبتها بعدم توقيع اتفاقية التبادل مع حماس.
 
وطالب الوزير بنيامين بن إليعازر الوزير سليمان بالعمل على تنظيم لقاء بين رئيس الحكومة ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من أجل استئناف المفاوضات بين الجانبين.
 
وأفادت مصادر "إسرائيلية" أن سليمان بحث مع وزير الدفاع إيهود باراك قضية "التهديدات والتحديات الإقليمية المشتركة" للبلدين.
 
لم يكن مفترضاً-شرعاً وعقلاً- أن يلعب النظام المصري دور الوساطة بين الفلسطينيين وكيان يهود، فالفلسطينيون مسلمون والنظام المصري يحكم أكثر من 70 مليون مسلم، فالشعبان من أمة واحدة وهما كالجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، وعلاوة على ذلك فقطاع غزة - محل الوساطة - يعد جزءاً لا يتجزأ من مصر فرفح مثلاً قد قسمتها اتفاقية سايكس وبيكو بين فلسطين ومصر ولازالت الوشائج قائمة بين أهلها فهم عائلات واحدة، بل إن الأصل في مصر وفلسطين أنها بلاد إسلامية واحدة، والأصل أن مصر هي كنانة الله في أرضه وهي درع بلاد الشام وغوثها. 
لكنها التبعية السياسية التي جعلت من أمن البلدين (مصر و"إسرائيل") شأناً مشتركاً!!! وجعلت من أهل غزة طرفاً ثالثاً في نظر النظام المصري مما دعاه إلى حصارهم و ضرب سور غائر في باطن الأرض ليحكم يهود القبضة عليهم وليضيقوا عليهم الخناق، وجعلت من مصالح القوى الغربية الاستعمارية مقدمة على ما سواها فالنظام المصري لا يلقي بالاً لمئات عائلات الأسرى الذين يعانون في سجون الاحتلال فشغله الشاغل هو صياغة المنطقة ضمن المخطط الأمريكي المتمثل فيما أصبح يعرف بورقة المصالحة وعبر استئناف المفاوضات.
إن ما يسمى بالوسيط المصري ليس سوى أداة بيد أمريكا يسعى لتنفيذ أجنداتها في المنطقة، ولقد أنحاز هذا النظام منذ لحظة نشوئه لجانب المصالح الأمريكية ورضي بالتبعية والدنية، وما عادت تحركه دماء المسلمين التي تراق تحت سمعه وبصره، وما عادت صرخات المرضى والثكالى والرضع تهز له جفناً أو تثير فيه الشفقة، فهذا النظام بات موغلاً وشريكاً في الحصار والحرب التي تطال أهلنا في غزة، فالنظام المصري ورؤوسه أمثال سليمان وأبو الغيط ومبارك هم شركاء في كل قطرة دم تراق على أرض غزة وهم شركاء في جريمة منع الغذاء والدواء عن أهل غزة وسيمثل هؤلاء أمام محاكم الخلافة ليحاسبوا حساباً شديداً في الدنيا على كل مظلمة وجريمة ألحقوها بأهل غزة ولعذاب الآخرة أشد وأخزى.
لقد آن الأوان لكل مبصر ومخلص أن يدرك طبيعة الدور الذي يلعبه هذا النظام وخطورته، وأن يدرك أن هذا النظام وأزلامه ليسوا سوى مجرد مطية لتمرير المخططات الاستعمارية فينفض عنهم ويسعى لإفشال مشاريعهم المشبوهة لا أن يرتمي في أحضانهم ويكيل لهم عبارات المديح والثناء.
22/12/2009