تعليق صحفي
مأساة اللاجئين في تايلاند جزء من مأساة أمة بأكملها تكالبت عليها الدول الاستعمارية!
أكدت أمينة عنتر خضر وهي لاجئة فلسطينية كانت تعيش في العراق واضطرت للهجرة منه بسبب الأوضاع الصعبة إلى العاصمة التايلندية بانكوكأن السلطات التايلندية اعتقلت 39 فلسطينياًبينهم أطفال ونساء وكبار في السن بحجة عدم امتلاكهم تصريح إقامة من السلطات التايلندية التي ترفض منحهم ذلك، وأضافت أمينة أن وكالة الغوث "الأونروا" تتخلى عنهم وترفض مساعدتهم وكذلك من زارهم من مندوبي سفارة فلسطين في ماليزيا حيث لا توجد سفارة فلسطينية في تايلاند.
هذه المأساة هي جزء من مآسي المسلمين المهجرين من بيوتهم ومدنهم وقراهم في فلسطين والشام واليمن وبورما وأفغانستان والعراق والسودان وليبيا...والسبب هو غياب الدرع الحصين لهذه الأمة والدولة التي تحتضن رعاياهاوتدافع عنهم وتحرك الجيوش لنصرتهم وتوفر لهم الأمن والأمان، وقد فاقم هذه المآسيالتآمر الدولي على أمة الإسلام بعد هدم دولة الخلافة فأقاموا كيان يهود الذي سفك الدماء وهجر العباد ونفذوا اتفاقية سايكس-بيكو التي جعلت المسلمين لاجئين في بلادهم تحت مسمى الوطن والوطنية!! ومما زاد الوضع سوءاًالتصارع الدولي على بلاد المسلمين وثرواتهم كما في اليمن وليبيا والعراق وأفغانستان، ذلك التصارع الذي أشعل حروبا دموية هجرت وقتلت الملايين، ولا ننسى التآمرالدولي لمنع نهضة المسلمين وبذل الوسع في إفشال ثوراتهم كما في الشام التي هُجر الملايين من أهلها،وكذلك الحقد الأعمى على الاسلام والمسلمين كما حصل في بورما....
إن هذه المآسيتظهر الوحشية الرأسمالية التي لا مكان للإنسانية فيها وتكشف كذب ونفاق الدول التي تدّعي الإنسانية والمحافظة على حقوق الإنسان،وما البحار التي ابتلعت العديد من المهاجرين،والشواطئ التي استقبلت جثث الغارقين من أطفال وشيوخ ونساء وشباب،والحدود التي قُتل على خطوطها العديد بأسلحة القناصة والعسكر، ومأساة هؤلاء اللاجئين في تايلاند،إلا خير شاهد على كذب تلك الدول ومؤسساتها (الإنسانية!).فهذه الدول لا تراعي إلا مصالحها فإن كانت بحاجة إلى أيادي عاملة استقبلت اللاجئين، وإن اكتفت أغلقت الأبواب في وجوههم، وإن أحرجها الرأي العام فعلتوأنقذت ومن ثم عادت وتركت المهجرين فريسة للجوع والغرق والضياع والبحار والصحاري، أما منظماتها فهي لأهداف سياسية فإذا حققت الهدف توقفت عن العمل دون أن تكترث لمعاناة الناس.
أما الأنظمة العميلة في بلاد المسلمين والحكام العملاء فحدث ولا حرج، فلا يهمهم سوى إرضاء أسيادهم والحفاظ على كراسيهم التي نصبت على جماجم المسلمين،وهم على مقولة (فليذهب الناس إلى الجحيم ويبقى الزعيم)،وكيف لمن كان سببا في المأساة أن يهمه أمر من تسبب في تهجيرهم وضياعهم وإذلالهم!فلا نستغرب عدم اهتمام النظام الأردني مثلا بمن فروا من طاغية الشام واستخدامهم كملف للتسول على أبواب الدول الكبرى، ولا نستغرب قتل الجندرما التركية للناس على الحدود وبناء جدار يحول بين المسلمين وبلادهم وإخوانهم، ولا نستغرب إعراض النظام في بنغلادش عن نصرة المسلمين في بورما ومنع تهجيرهم! ولا نستغرب إعراض السلطة الفلسطينية، وهي التي فرطت بالأرض والعرض،عن مساعدة لاجئي تايلاند كما وضحت أمينة! بل إن من سخافة السلطة أن يصرح مبعوثسفارتها في ماليزيا إلى تايلاند أن عدد المعتقلين من اللاجئين الفلسطينيين اثنانفقط والصور تظهرهم بالعشرات!وأن السفارة الماليزية تتابع قضية اللاجئين في تايلاند وتقدم كل الدعم اللازم لهم!
مثل هذه المآسي انتهت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بإقامة دولة الإسلام في المدينةالتي استقبلت وحمت من أجبرهم أذى قريش وبطشها على الهجرة إلى الحبشة،وتنتهي في هذه الأيام بصورة جذرية بإقامة دولة الإسلام التي ستعمل على لمّ شمل المسلمين وتفتح أبوابها للمهاجرين والهاربين من القتل والجوع والفقر بغض النظر عن دينهم ومعتقداتهم، كما كانت تفعل طيلة ثلاثة عشر قرناً والتاريخ يشهد لها بذلك، دولة تبينلبني الإنسان وتُعلم الدول كيف تكون الإنسانية في ظل وجود دولة تطبق نظام وضعه من خلق الإنسان وكان به رحيماً وأمر بتوفير الأمن له.
2018-11-6