تعليق صحفي

الكتل الاستيطانية سرطان علاجه استئصال الأصل الذي نشأت منه وتفرعت عنه

  وافقت حكومة الاحتلال على بناء حي استيطاني جديد في قلب مدينة الخليل وقال أفيجدور ليبرمان في ختام الجلسة الأسبوعية للحكومة "للمرة الأولى منذ أكثر من 20 عاماً سيكون للخليل حي يهودي جديد"، وأضاف "إنها مرحلة مهمة في قرارات الحكومة لتعزيز المستوطنات وأن الحكومة حولت 22 مليون شيقل لبناء الحي الاستيطاني الجديد".

منذ أن تم تسليم الضفة الغربية عام 1967 وكيان يهود يقوم بزرع المستوطنات والكتل الاستيطانية في قلب المدن وخارجها وفي الأحراش وعلى رؤوس الجبال وفي السهول والأغوار، متبعا سياسة التوسع وفرض الأمر الواقع وتغير التركيبة الديموغرافية والتضيق على السكان وتقطيع أوصال مدنهم وتهجيرهم، وقد تزايدت هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة وأصبحت كالسرطان الخبيث ينتشر في فلسطين بسرعة كبيرة، وأصبحنا نسمع عن استحداث كتل استيطانية جديدة وبناء وحدات إضافية بشكل شبه مستمر.

فمثلاً رغم أن الاستيطان لم يتوقف في مدينة الخليل منذ بناء أول مستوطنة عام 1968 وهي ما تعرف بمستوطنة (كريات أربع) التي أصبحت اليوم أشبه بمدينة إلا أن ذلك يحدث بشكل هادئ وخبيث كالسرطان يجري في الجسد، ولكن المجرم أفيجدور ليبرمان أراد هذه المرة أن يجعل ذلك بشكل علني وفيه تحد وإيصال رسالة، حيث غرد على حسابه على تويتر قبل أيام بموافقة الحكومة على هذا المشروع قائلا "سيقام حي يهودي جديد في الخليل لأول مرة منذ عشرين عام وهذا دليل آخر على النشاط الواسع الذي ندعمه في تقوية الاستيطان في يهودا والسامرة".

وهو في تصريحه هذا يستهزئ بالسلطة ومشروعها، مشروع الدولتين، فيقول تقوية الاستيطان في "يهودا والسامرة"، ورغم سماع السلطة لذلك وإدراكها مدى الحال المزري الذي وصلت إليه طموحاتها (الخيانية) - بإقامة دولة على حدود 1967- في ظل عنجهية كيان يهود وسياسة الاستيطان الذي يتبعها بضوء أخضر من الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب وسكوت بقية الدول الكبرى بما فيها تلك التي تدعي أن هذه السياسة تخالف القوانين والتشريعات الدولية وتدين على استحياء هذه السياسة لذر الرماد في العيون، رغم كل ذلك إلا أن السلطة ما زالت مصرة على مواجهة هذه السياسة باستجداء كيان يهود والتوجه إلى الدول الكبرى والمؤسسات والمحاكم الدولية، وهي ذات الدول والمؤسسات التي أوجدت كيان يهود ودعمته وأمدته بالمال والسلاح، وما الاستيطان إلا أحد جروح هذا الخنجر الذي غرسه الاستعمار في خاصرة الأمة.

وللتذكير فإن السلطة الفلسطينية هي أول من أجرم بحق أهل الخليل بإضفاء الشرعية على وجود مستوطنة في قلب مدينتهم، حيث عقدت اتفاقية مع كيان يهود عام 1997 كملحق خاص لاتفاق أوسلو سمي (بروتوكول الخليل) تم من خلاله تقسيم المدينة إلى قسمين أحدهما تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة والثاني ضم البلدة القديمة تحت سيطرة الاحتلال، واليوم تتباكى وتستنكر!!

الاستيطان الخبيث الذي ينتشر شيئا فشيئا على الأرض المباركة يتم القضاء عليه باستئصال كيان يهود من جذوره فيُقضى حينئذ على المرض وتنتهي أعراضه، واستئصال كيان يهود يكون بتحرك عسكري من قبل الأمة وجيوشها، ولذلك كان الواجب التوجه إلى الأمة وجيوشها لتخليصنا من كيان يهود وإفساده في الأرض، لا التوجه إلى الدول الكافرة ومؤسساتها المجرمة التي تعطينا المسكنات وتدغدغ مشاعرنا بينما المرض يزداد وينتشر ويلتهم الأرض ويطوق المدن ويقطّع أوصالها.

(كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ويَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)

16/10/2018