تعليق صحفي

الرئيس الأمريكي يعجز عن التدليل على أكاذيبه فيسندها إلى الغيب

  قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفي تجمع انتخابي للجمهوريين بولاية فرجينيا، إن "الملك سلمان بن عبد العزيز يمتلك تريليونات من الدولارات، ولكن من دون الولايات المتحدة الأميركية (الله وحده يعلم ماذا سيحدث) للمملكة". وبحسب ترامب، فإنه أبلغ الملك سلمان بالاتصال الهاتفي الأخير أنه "ربما لن يكون قادرا على الاحتفاظ بطائراته، لأن السعودية ستتعرض للهجوم"، وتابع: "لكن معنا أنتم في أمان تام، لكننا لا نحصل في المقابل على ما يجب أن نحصل عليه".

ليست هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها ترامب عن حكام السعودية العملاء وغيرهم من حكام الخليج بنفس المنطق والازدراء، ولأن الأموال التي تستولي عليها أمريكا من بلاد المسلمين لا يوجد لها سبب سوى أنها استعمار وإتاوات يدفعها الحكام للبقاء في كراسيهم، فلا يجد ترامب الأرعن ما يدلل به على خدماته الموهومة إلا الغيب كما يقول: "الله وحده يعلم ماذا سيحدث"!!

فهل أمريكا هي التي تقدم الخدمات للسعودية؟! أم أن حكام السعودية هم من يخدمون أمريكا بالمال والعسكر والحروب؟! وهل أمريكا هي من تحمي السعودية أم أن حكام السعودية هم من يحفظون مصالح أمريكا في السعودية والخليج؟ أليست أمريكا تتخذ من السعودية مكبا للأسلحة بأموال باهظة وأثمان خيالية؟! وهل أمريكا تخوض حروب السعودية أم أن السعودية هي التي تخوض حروب أمريكا ضد الإسلام ولتحقيق مصالح أمريكا الاستعمارية وعلى نفقة السعودية؟.

فنحن نتحدى ترامب أن يكشف المصير المجهول الذي يتحدث عنه للسعودية إن رفعت أمريكا حمايتها عنها؟! بل في كلام ترامب نفسه ما يفضح كذبه، فهو يتحدث عن مليارات ملك السعودية وطائرته وهذا صحيح، لأن الحكام باقون بحبل من أمريكا فهم عملاء وسندهم الوحيد أسيادهم لا شعوبهم، أما البلاد وأهلها وجيوشها فهم غنى عن أمريكا بل إن أمريكا تخشاهم وتتأمر عليهم لئلا ينعتقوا منها ومن الحكام العملاء فتخسر أمريكا حينها مصالحها والأموال والثروات التي تستولي عليها من بلاد المسلمين.

نعم، إن بلاد المسلمين قاطبة هي محل طمع واستعمار الغرب وعلى رأسه أمريكا، ولولا حكام المسلمين الأذلاء الذي رضوا لأنفسهم العمالة والخسة لما بقي الغرب في بلادنا ساعة من نهار، ونحن المسلمون هم من تخشاهم أمريكا وتكيد لهم بالليل والنهار خوفا وطرقا، لأنها تعلم أن تحرر المسلمين منهم يعني نهاية الاستعمار وحضارته العفنة وبدء عصر جديد من النهضة وحضارة الإسلام الراقية التي تنهي نفوذ الرأسماليين وأمثال ترامب وتنصف المظلومين، فتسعد البشرية ويشقى الحكام المجرمون.

1/10/2018