تعليق صحفي

اجتماع المجلس المركزي...خطابات مجترّة وقرارات مندرسة وعبث سياسي!

قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون إن اجتماع المجلس المركزي سيناقش قضية تنفيذ قرارات المجلس الوطني الصادرة عن دورته الأخيرة، بما فيها وضع آليات الانتقال من مرحلة السلطة الانتقالية إلى مرحلة الدولة؛ تجسيدا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لسنة 2012. وكذلك، العلاقة السياسية والأمنية والاقتصادية مع "إسرائيل"، وسبل الانسحاب تدريجيا من كل الاتفاقات الموقعة مع الاحتلال وسبل دعم المقاومة الشعبية. بدوره، قال رئيس السلطة "إننا أول من وقف ضد صفقة القرن وحاربها، وسنستمر في محاربتها حتى إسقاطها".

وللتعليق على ذلك نذكر الأمور التالية:

إن اجتماعات مؤسسات منظمة "التحرير" التي عفا عليها الزمن لم تعد إلا مسرحاً للخطابات "العنترية" الفارغة المضمون، التي تسمع فيها جعجعة ولا ترى طحناً أبداً، وإلا فقرارات المجلس الوطني بوقف التنسيق المشين مع الاحتلال والدعوة لسحب الاعتراف به قد جف حبرها بل اندرست ولم تجد طريقا للتنفيذ!

إن إصرار المنظمة وسلطتها على نهجها الاستسلامي في ظل الفشل الذريع الذي حققته يعكس فقدانها للإرادة واصرارها على التفريط بالأرض والعرض والمقدسات.

إن الدول لا تبنى بالاستجداء والخيانة ولا بقرارات من مجلس تقف "جيبات" الاحتلال على عتباته، أو على أكتاف أصحاب الـ(VIP) الذين يمنحهم الاحتلال التصاريح للتنقل داخل البلاد وخارجها ويتحكم بحضورهم لهذه الاجتماعات! فتحوّل السلطة إلى دولة ليس قراراً تملكه المنظمة كما لم تملك قرار إنشاء السلطة أول مرة.

إن حلّ الدولتين كصفقة القرن في التآمر على فلسطين، وليس اختلاف المشاريع الاستعمارية والولاءات السياسية محل مفخرة، فكلها في التفريط بالأرض المباركة سواء وان اختلفت النسب، وكلها سواء في الاعتراف بشرعية الاحتلال لفلسطين وإن اختلفت الأراضي المعترف بها، فمن يحرص على فلسطين يقف في وجه صفقة القرن وحل الدولتين وحل الدولة الواحدة وقرارات الأمم المتحدة الاستعمارية ويعمل على تحريرها كاملة، وهو بعيد كل البعد عن منظمة لم يبق لها من اسمها نصيب، وبعيد كل البعد عن سلطة اتخذت من التنسيق الأمني عقيدة ومنهاجاً.

إن الحل الوحيد لقضية فلسطين هو تحريرها، ولن تستطيع هذه الاجتماعات والمؤسسات والمنظمات بخداعها وتضليلها أن تغير من الحقيقة شيئاً، فالأرض المباركة هي أرض إسلامية صرفة وتحريرها واجب على جيوش الأمة، فما على الأمة إلا الدفع بأبنائها المخلصين في جيوش المسلمين ليتحركوا نصرة لمسرى رسول الله، فإذا ما تحركوا زمجروا ونصروا بالرعب وكان التحرير والنصر والمبين.

(وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا)

 

2018-8-16