تعليق صحفي

عنجهية ترامب تكشف هشاشة الأنظمة وعمق تبعيتها للاستعمار

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن بعض الدول في الشرق الأوسط "لن تصمد أسبوعا من دون الحماية الأمريكية"، وإنه يريد منها ضخ الأموال والجنود لدعم جهود واشنطن في سوريا.

وفي مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بواشنطن أكد ترامب أن على الدول الغنية في المنطقة أن تنشر قواتها في سوريا. (الجزيرة نت)

عنجهية ترامب وأسلوبه الكاوبوي بات فاضحاً لمدى هشاشة الأنظمة في بلاد المسلمين ومدى عمالتها وتبعيتها للكافر المستعمر؛

فأنظمة لا تقوى على البقاء أسبوعا (على حد تعبير ترامب) ليست دولاً تمثل شعوبها أو تستمد سلطانها منها، بل هي نواطير للمستعمر تنفذ أجنداته ومخططاته في المنطقة وتسهر على حماية مصالحه ونهبه لخيرات المسلمين.

ويقابل هذه العنجهية الأمريكية انبطاح يبلغ الذروة من حكام دول المنطقة بل تنافس على خطب ودّ الأرعن وارتماء تحت أقدامه، فحكام السعودية لم يُبقوا ملياراً إلا أنفقوه زلفى لأمريكا ترامب، وقطر تسعى لاسترضاء سخط ترامب بمزيد من اتفاقيات شراء الأسلحة، وسيسي مصر رهن لإصبع ترامب الصغير!!

فهل مثل هذه الأنظمة يمكن أن يستأمنها عاقل على قضايا أمة؟! هل يمكن لها أن تنصر الأقصى أو تحرر فلسطين أو تغيث أهل سوريا أو تحمي أهل اليمن؟! وإلى متى تبقى الأمة صامتة تجاه رويبضات الحكم الجبري؟! وإلى متى ترضى جيوش المسلمين أن تأتمر بأوامرهم وقد رأوا رأي العين أنهم يُسخَّرون لخدمة مصالح أمريكا كما في اليمن وسوريا وليبيا وغيرها؟! وأنهم لا يتحركون إلا بإذن ترامب أو ماي أو ماكرون؟! فهل غيرة الإسلام تسمح لهم أن يبقوا رهن إشارة الكافرين المستعمرين؟! أين أحفاد خالد والمثنى وصلاح الدين...؟!

إن الحوادث المتلاحقة تزيد من وضوح المشهد يوماً بعد آخر، ورغم أن هذا المشهد هو هو لم يتغير منذ عقود، إلا أنه لم يبقَ منه شيء مستوراً، فالعمالة والتبعية باتت وجهة نظر وتتسابق عليها الأنظمة! وتمكين الحكام العملاء للمستعمرين من نهب خيرات المسلمين تجلى في أوضح صورة في الوقت الذي لا يجد فيه المسلمون ما يسد رمقهم!!

إنه لم يعد أمام الأمة من خيار - بكل المقاييس - سوى أن تتحرك تجاه هذه الأنظمة فتأخذ بحلاقيمها وتطيح بها وتقيم الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة على أنقاضها، ففي ذلك عز الدنيا وفلاح الآخرة، وبدون ذلك سيستمر مسلسل الضياع والخضوع والتبعية...