تعليق صحفي

المطالبة باستمرار الاحتلال الأمريكي لبلاد المسلمين خيانة وقحة لا تصدر إلا عن عميل!

اعتبر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال مقابلة مع مجلة "تايم" الأمريكية، أنه من الضروري أن يحافظ الجيش الأمريكي على وجوده في سوريا، على الرغم من إعلان الرئيس دونالد ترامب مؤخرا بأن قوات بلاده ستنسحب من هناك قريبا.

وأضاف ابن سلمان للمجلة: "نعتقد أن القوات الأمريكية يجب أن تبقى لفترة متوسطة على الأقل، إن لم تكن على المدى الطويل". (القدس العربي)

إن المطالبة باستمرار احتلال العدو الأمريكي المجرم لأرض الشام هو خيانة وقحة لا تصدر إلا عن عميل لأمريكا المجرمة التي سحقت حواضر المسلمين وقتلت وشردت وجرحت الملايين منهم حول العالم عبر حروبها التي فتكت بالمسلمين وبلادهم.

فلا يتصور عاقل أن يطالب أحد فيه بقية من انتماء لأمته أو ثقافته باستمرار احتلال غاشم لبلاده، ولا يصدر ذلك إلا عن قنٍّ ذليل عبدٍ في مزرعة سيده الأمريكي، فعقلية العبيد الأقزام فقط هي التي يمكن أن تخرج عنها مثل هذه الهلوسات الجنونية، فكيف لعدو مجرم قاتل طامع في بلاد المسلمين وثرواتها أن يطلب منه البقاء والاستمرار في احتلال بلاد المسلمين؟! وكيف لهمج قتلة لا يرقبون في المسلمين إلا ولا ذمة أن يطالبوا بالمكوث في بلاد أنهكوها قتلا وتشريدا وقصفا وتدميرا؟!

إن هذه المطالبة الجنونية لا تصدر إلا عن منسلخ عن أمته عبدٍ لسيده الأمريكي تافهٍ فاقد لأهلية الحكم بل والكلام في شأن العامة، وصدق المصطفى عليه الصلاة والسلام إذ قال: «قَبْلَ السَّاعَةِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ، يُصَدَّقُ فِيهِنَّ الكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهِنَّ الصَّادِقُ، وَيَخُونُ فِيهِنَّ الأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الخَائِنُ، وَيَنْطِقُ فِيهِنَّ الرُّوَيْبِضَةُ» (رواه الحاكم في المستدرك(. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: «المَرْؤُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ العَامَّةِ» مسند البزار (7/174).

إن معالي الأمور وتحرير البلاد من رجس المحتلين الأمريكان لا تنتظر من مثل هؤلاء الرويبضة، فالرُّوَيْبِضَة هُوَ الرَّجُلُ التَّافَةُ الحَقِيرُ يَنْطِقُ فِي أُمُورِ العَامَّةِ، وهو العاجز الذي رَبَضَ عن مَعَالي الأمُور، وقعَد عن طَلَبها، وزاد حكام المسلمين على ذلك بطلبهم التسفُّل والانحدار لدرجة لم يسبقهم لها خائن عبر التاريخ بمطالبتهم المحتل القاتل لأمتهم بالبقاء والاستمرار في الاحتلال والقتل ونهب الثروات!!

آن للأمة الإسلامية أن تتخلص من حكم هؤلاء الرويبضات الذين أوردوها موارد الهلاك والصغار، فتعمل على قلع حكمهم الجبري وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لتحرر أرضها المغتصبة وتقلع المستعمرين من بلادها وتغسل أرض المسلمين من رجسهم تحت راية خليفة يخاطب كبيرهم: يا ابن الكافرة! الجواب ما تراه لا ما تسمعه، ووالله لأطأنَّ أرضكم بحذائي هذا... فيعيد للمسلمين عزتهم وهيبتهم ولا يبقي للعبيد الأقنان العملاء للكفار أثرا.