تعليق صحفي
المناورات العسكرية الأمريكية في الأرض المباركة لن تُنجي كيان يهود من جيوش المسلمين إذا ما زمجرت خلف قائد مخلص كصلاح الدين
جابت ناقلات تابعة للجيش الأمريكي شوارع القدس يوم أمس متوجهة جنوباً للمشاركة في مناورات عسكرية مشتركة مع جيش كيان يهود وهذه المناورات التي بدأت عام 2001 تحت مسمى "جنيفر كوبرا" تجري كل عامين ستبدأ في الرابع من آذار المقبل وستستمر لمدة أسبوعين.
وقد وصل أكثر من 2500 ضابط وجندي من أفراد القيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا إلى كيان يهود وسبق هذه المناورات نشر أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ ومنها أنظمة "باتريوت" حيث تركز المناورات القادمة على تقوية الدفاعات الجوية ويشترك فيها 2000 من جنود الاحتلال التابعين لسلاح الجو.
وتحاكي المناورات سيناريو تنتشر فيه القوات الأمريكية في الأرض المحتلة لمساندة قوات الدفاع الجوي لكيان يهود في حال تعرضه لهجمات بالطائرات الحربية والطائرات بدون طيار والصواريخ الموجهة بدقة والقصف الصاروخي الكثيف من جبهات متعددة.
إن أحد أسباب زرع كيان يهود في الأرض المباركة هو جعله قاعدة متقدمة للدفاع عن النفوذ الغربي في الشرق الأوسط وهذا ما تؤكده أمريكا في كل لحظة من خلال التصريحات والدعم المالي الضخم والدعم العسكري بأحدث أنواع الأسلحة والطائرات والصواريخ لهذا الكيان المسخ، هذه المناورات جزء من هذا الدعم وفوق ذلك فهي رسالة لطمأنة من جُمعوا من أصقاع الأرض بأن الولايات المتحدة تحميهم وتدافع عنهم، وهي كذلك رسالة تهديد إلى المسلمين بأن أمن كيان يهود هو من أمن أمريكا وكذلك تمهيد لدمج كيان يهود ضمن تحالفات إقليمية قادمة تقودها أمريكا وتضم الأنظمة العميلة في بلاد المسلمين خدمة للمصالح والمخططات الأمريكية في المنطقة.
إن كيان يهود يدرك دوره في المنطقة، ونُذكر هنا بتصريح وزير التخطيط والتنسيق الاقتصادي (1982-1984) يعقوب ميريدور في حديث له للإذاعة التابعة للجيش الأمريكي "أنه لولا وجود إسرائيل كقاعدة ومنطقة نفوذ وحليف للولايات المتحدة لاضطرت الأخيرة لبناء عشر حاملات طائرات".
ورغم ذلك فإن أمريكا وكيان يهود يعلمون أن وجود هذا الكيان مرهون ببقاء الأنظمة العميلة في بلاد المسلمين وأن هذه الأنظمة لن تدوم وأن سقوطها أصبح مسألة وقت، فقد جُعل جزء من هذه المناورات محاكاة لسيناريو حرب من عدة جبهات لتحرير الأرض المباركة.
ولكن الأمر الذي تغفله أمريكا أن جيوش المسلمين إذا ما تحركت لتحرير الأرض المباركة خلف إمام جُنة يُقاتل من وراءه ويُتقى به فلن تستطيع هي وقوتها العسكرية والعالم أجمع أن ينقذوا كيان يهود أو أن يطيلوا في عمره بل سوف يكون سقوطه مدوياً وسريعاً كما حصل مع يهود بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة ويهود خيبر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وسيدخل المسلمون المسجد كما دخله الفاروق أول مرة وسيطهرونه من رجس يهود فيعود شامخاً عزيزاً لحياض المسلمين.
(وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا)