تعليق صحفي
العلماء المخلصون لا يقبلون بالسلطة وتنازلاتها يا شيخ محمد حسين
باريس – ’’القدس العربي” يزور وفد فلسطيني رفيع المستوى باريس بالتعاون مع “مؤسسة العمل في الشرق” المسيحية الفرنسية، لإطلاع المسؤولين الفرنسيين على الوضع الميداني في مدينة القدس المحتلة، ويضم الوفد مجموعة من الشخصيات منها مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد أحمد حسين..... وأشاد المفتي بأهمية النداءات لزيارة القدس وإعلان مفتي روسيا أن الإدارة قررت أن يشمل برنامج الحج زيارة مدينة القدس أسوة بزيارة الأماكن المقدسة في مكة والمدينة. وأوضح فضيلته أن هناك فتوى تؤيد زيارة القدس ضمن ضوابط معينة تتمثل في ’’الابتعاد عن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي’’. كأن تكون هذه الزيارة ’’بقصد العبادة ودعم المقدسيين والفلسطينيين، ثم التأكيد على أن القدس مدينة محتلة’’.
....ودعا المفتي إلى وحدة موقف الدول العربية والإسلامية إزاء قيام دولة فلسطينية وعاصمتها الأبدية القدس بشكل واضح، وإلى مزيد من الصلابة والدعم للشعب الفلسطيني وقيادته التي تخوض في الوقت الحالي معركة دبلوماسية ضد الاحتلال الإسرائيلي وقرار ترامب الأخير حول القدس...
العلماء ورثة الأنبياء، يحملون رسالة الإسلام نقية صافية إلى الناس وإلى البشرية لإخراجها من الضلال إلى الهدى، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن التشريعات البشرية إلى التشريعات الربانية، ويقولون كلمة الحق ولو على قطع الأعناق والأرزاق، والعلماء قدوة بعد الأنبياء والصحابة رضوان الله عليهم للناس، وجزاء ذلك جنة عرضها السماوات والأرض، وكنا نأمل من الشيخ محمد أحمد حسين أن يكون من هؤلاء خصوصا أنه خطيب في المسجد الأقصى واسمه يحمل أسماء النبي محمد عليه الصلاة والسلام واسم حفيده لذلك أزعجتنا هذه التصريحات.
فمثله لا يخفى عليه أن زيارة المسلمين للمسجد الأقصى لا تتم مباشرة من خلال السلطة مثلا حتى يقال أنها للعبادة وليست تطبيعا، فهي لا تتم إلا من خلال سفارات الاحتلال وبإذنهم وتحت حرابهم وهذا هو التطبيع بعينه وهو قبول بسفاراتها ووممثلياتها العلنية والسرية التي يجب أن تطرد من بلاد المسلمين لا أن تجعل مرجعية لزيارة فلسطين والمسجد الأقصى، فكيف يستوي الأمر لأي عاقل بين المطالبة بطرد السفارات والممثليات للعدو وقطع العلاقات وعدم التطبيع معه مع المطالبة باللجوء لهذه السفارات من أجل زيارة المسجد الأقصى، أليس هذا هو عينه المطالبة بفتح السفارات والممثليات للعدو حتى تحصل الزيارة، فيصبح وجود العدو طبيعيا في بلاد المسلمين!؟؟.
وهل يخفى على الشيخ أن الدعوة لوحدة موقف للدول العربية والإسلامية من أجل دعم عباس في معركته الدبلوماسية هي عينها الدعوة للقبول بما صنعه عباس من تشريع وجود كيان يهود والتنازل له عن نحو 80% من أرض فلسطين المباركة مقابل دويلة هزيلة على نحو 20% من أرض فلسطين.
كنا نأمل من الشيخ محمد حسين أن يدعو لوحدة الموقف والجهود من أجل تحريك الجيوش الجرارة التي تحرر فلسطين كاملة ومنها القدس والمسجد الأقصى وحينها يدخل المسلمون المسجد الأقصى مهللين مكبرين بعزة المؤمنين المنتصرين لا بذل المتخاذلين المنهزمين، وإننا نرجو الله أن يهدي الشيخ محمد حسين فيكون كالعالم الجليل العز بن عبد السلام وأمثاله وليس كالهباش ومشايخ السلاطين وأمثالهم..
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}