الأربعاء 3 شعبان 1431 هـ    14/7/2010 م                                                    رقم الإصدار ص/ب ن 60/010
 
 
بيان صحفي
يا سلطة غزة: ما لكم كيف تحكمون؟!
 
في مشهد دامٍ أليم، هاجمت الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة غزة عصر الثلاثاء 13-7-2010م جماهير من حزب التحرير وأنصاره كانت متوجهة بكل هدوء إلى مكان انعقاد المهرجان (أرض المقوسي) الذي أعلن عنه الحزب في قطاع غزة واستوفى كافة إجراءاته القانونية، حيث بدت المنطقة أشبه بمنطقة عسكرية واعتدت الأجهزة الأمنية على الشباب وكبار السن بالهراوات دون أية رحمة أو أي اعتبار لدين أو قيمة إنسانية أو خلقية ما أدى إلى إصابة العديد من شباب الحزب الأتقياء الأنقياء، ثم لما لم يرهب ذلك شباب الحزب بدؤوا بإطلاق النار في الهواء بشكل عشوائي مما أدى إلى إصابة طفلة بريئة ترقد الآن في المستشفى، وقامت باعتقال العديد من شباب الحزب بشكل همجي ووضعهم في باص جلبوه خصيصًا للاعتقالات.
 
ولم يشفع لحملة الدعوة من شباب حزب التحرير في غزة، وهم جزء من حزب يحمل همّ الأمة الإسلامية بأسرها، ويكافح في سبيل عودة الخلافة التي تطبق الدين وتحرس المسلمين، ويلاقون في سبيل ذلك كل أنواع الصعاب من الأنظمة التي تجثم على صدر الأمة، لم يشفع لهم ذلك كله أمام أجهزة سلطة غزة الأمنية فاقترفت بحقهم وبحق الدعوة إلى الخلافة جرماً شنيعاً، شهد عليه القاصي والداني في منطقة الحدث، هذا وكانت قد حضرت قوات من الشرطة والمباحث فجر الثلاثاء إلى مكان انعقاد المهرجان وفككت المنصة وكافة التجهيزات اللازمة لعقد المهرجان وصادرتها دون مبرر شرعي أو قانوني أو عقلي.
 
فإذا كان الحزب قد استكمل الإجراءات القانونية، رغم أنه يقوم بالدعوة لفرض عظيم عظيم لو كان أولئك يعلمون، فلماذا إذنْ تنقلب سلطة غزة على نفسها في فجر الثلاثاء وتصادر تجهيزات المهرجان؟
 
فهل باتت الدعوة لإعادة الخلافة جرماً يا سلطة غزة؟! هل فقدتم البوصلة فأصبحتم ترون المعروف منكراً والمنكر معروفاً؟! بل وأعظم من ذلك تحاربون من يدعو لتاج الفروض "إقامة الخلافة"؟! أم أنكم بتّم تعزفون على أوتار الرغبات والسياسات الغربية التي تخطبون ود أنظمتها بكرة وعشياً؟! وهل أنتم سائرون على خطى سلطة رام الله التي كان لها السبق عنكم في محاربة الدعوة للخلافة كما سرتم على خطاها في القبول بدولة على حدود عام 67 شبراً بشبر وذراعاً بذراع؟! أيعقل هذا التصرف من أناس يدّعون العمل للإسلام ويرفعونه لهم شعاراً؟! أهكذا يكون تصرف من وجب عليه اللجوء لبارئه في ظل تكالب الناس عليه وحصارهم له؟! أيكون ذلك عبر محاربة الداعين لتطبيق شرعه بإقامة دولته التي تحكم بكتابه وسنة نبيه؟!
 
إننا في حزب التحرير- فلسطين لنؤكد أن ما اقترفته سلطة غزة بحق الداعين للخلافة ومناصريهم لهو جرم شنيع ومنكر عظيم، كما أننا نحمل سلطة غزة كامل المسؤولية عن سلامة المصابين، وندعوها للعودة عن هذا النهج الغوغائي المعادي للأمة ومشروعها الحضاري "الخلافة".
ولتعلم سلطة غزة كذلك أنها لن توهن من عزم شباب حزب التحرير في غزة وغيرها، وهم الذين أخذوا على عاتقهم القيام بفرض الفروض ولو كلفهم ذلك أرواحهم وأموالهم، ولتعلم سلطة غزة أن حزباً كحزب التحرير قد استغلظ واستوى على سوقه وهو قاب قوسين أو أدنى من تحقيق غايته، وأنه لن تستطيع قوة في البشر أن تثنيه عن تحقيق تلك الغاية، وأن أعمالها هذه ما هي إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وأنهم لن يجنوا من فعالهم هذه سوى العار. ألا فليرعووا وليعودوا لرشدهم فهو خير لهم.
 
(وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)