LogoHT3

الأربعاء 14/ ذو الحجة 1443هـ                                                               13/7/2022م                                                         رقم الاصدار: ب/ص - 19/1443

في مقال له في صحيفة الواشنطن بوست قبيل زيارته للمنطقة، أكد الرئيس الأمريكي أن هذه الزيارة تأتي في سياق "تأمين المصالح الأمريكية والتجارة العالمية وسلاسل التوريد التي نعتمد عليها، وموارد الطاقة فيها وذلك للتخفيف من التأثير على الإمدادات العالمية للحرب الروسية في أوكرانيا".
وفي سياق حديثه عن فلسطين أكد بايدن أن إدارته مررت أكبر حزمة دعم لكيان يهود في التاريخ (أكثر من 4 مليارات دولار). وأكد البيت الأبيض أن بايدن يرغب في استغلال زيارته للشرق الأوسط لتعميق اندماج كيان يهود في المنطقة، وسيعمل على إحراز تقدم في العلاقات الطبيعية بينه وبين السعودية. أما السلطة وقادتها فليس لهم حظ من زيارة بايدن إلا ساعة أو أقل لتبليغهم التعليمات الأمريكية وكفرصة لالتقاط الصور مع سيدهم، وبعض الفتات الذي ستقدمه إدارته للمستشفيات في القدس.
لا شك أن قضية فلسطين غير حاضرة في زيارة بايدن، وأن إدارته قد وضعتها على الرف واكتفت بإدارة الملف والمحافظة على الاستقرار النسبي - الذي يضمن لكيان يهود الصولة والجولة - لكيلا تؤثر هذه القضية على الملفات الساخنة والأكثر سخونة لدى أمريكا، كصياغة التحالفات الإقليمية وحرب أوكرانيا.
ورغم هذا الانشغال الأمريكي الذي يكيد بالعالم بأسره، عبر افتعال الحروب والإضرار بالبشرية في غذائها ووقودها واقتصادها، إلا أن دعم كيان يهود وتقويته والحرص على بقائه والسعي لدمجه في المنطقة ضمن تحالفات اقتصادية وعسكرية مع دول الخليج، احتل مكانة متقدمة في سلم أولويات هذه الزيارة، وما ذلك إلا لأن أمريكا تنظر لهذا الكيان المسخ كقاعدة عسكرية متقدمة في مواجهة الأمة الإسلامية التي باتت الوحيدة القادرة على وضع حد لهذه العنجهية الأمريكية، إن هي أجمعت أمرها وأقامت خلافتها.
إن المطلوب من السلطة والفصائل - أمريكيا - هو المحافظة على الوضع القائم لضمان المصالح الأمريكية فقط دون أي اعتبار آخر، لذا لم يكن غريباً أن يصرح بعض قادتها أنهم اتخذوا قراراً (أو أملي عليهم) بعدم التشويش على زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة.
إن انبطاح قادة السلطة أمام أمريكا وتعلقهم بحبالها الواهية، هو استمرار في ارتهانهم للغرب الذي أوجد سلطتهم، فليس لهم أن يتقدموا أو يتأخروا على قرارات مشغلّيهم، وهو كذلك مضي في التآمر على الأرض المباركة حيث باتت الوظيفة الرئيسية لهذه السلطة، بالإضافة لحماية أمن يهود، هي محاربة أهل فلسطين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأخلاقيا.
إن زيارة بايدن لن يجني منها أهل المنطقة إلا مزيداً من الذل والضنك والتبعية لأمريكا، فأمريكا تسعى لتسخير الحكام الدمى لرعاية مصالحها ونهب الخيرات وإحكام قبضتها على الممرات المائية وسلاسل الإمداد، لتبقى متحكمة في العالم فتورده موارد الهلاك.
إن أهل فلسطين المسلمين يدركون حجم العداوة التي تحملها أمريكا تجاههم وتجاه الإسلام والمسلمين، وهم لا يرجون منها خيرا، فهي أُسّ الاحتلال وراعيته، وهي سبب المصائب والحروب وتدمير بلاد المسلمين في العراق وسوريا واليمن وأفغانستان وغيرها، وهم لا يرحبون بأعدائهم الذين يدنسون أرضهم المباركة، ويتبرؤون من الحكام الدمى الذين ارتضوا التبعية لأمريكا وخدمة مصالحها، بل يتطلعون ليوم كيوم حطين وعين جالوت، يقضي فيه المسلمون على نفوذ أمريكا وأوروبا في بلاد المسلمين ويقتلعون أداتهم كيان يهود.
وهذا نداء من الأرض المباركة لجيوش الأمة لتنعتق من ربقة حكامها العملاء فتستعيد زمام أمرها وتسترجع سلطان أمتها المسلوب فتتحرك للإطاحة بهذه الأنظمة العميلة وتقضي على نفوذ أمريكا الاستعماري وتتحرك لتحرير مسرى نبيها، وتلقن الكافرين درسا ينسيهم وساوس الشياطين جراء عدوانهم على المسلمين ومقدساتهم.
﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة – فلسطين