الاثنين، 3 ذو القعدة 1441هـ                                24/06/2020م                        رقم الإصدار: ب /ص – 1441 / 11

رسالة مفتوحة من المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين

إلى شبكة معا الإخبارية وفضائية معا

السيد مدير عام شبكة معا المحترم

السيد رئيس تحرير شبكة معا المحترم

السيد مدير فضائية معا المحترم

السيد رئيس مجلس إدارة شبكة معا المحترم

تحية طيبة وبعد:

لقد ساءنا في الآونة الأخيرة ما بتنا نراه من دور بارز لشبكة معا في الترويج والعمل مع العاملين لإفساد المرأة في فلسطين من خلال مهاجمة الإسلام وثقافة الأمة والترويج لحضارة الغرب، حضارة الانحلال والفساد والإجرام، عبر احتضان أبواق الغرب من مؤسسات وشخصيات باعت دينها وأهلها بدولارات أمريكية ويوروهات أوروبية.

وللأسف، بتنا نرى كم أصبحت فضائية معا منبرا لأولئك الأبواق المفسدين الذين لم يتورعوا عبر شاشتكم عن مهاجمة الإسلام وأحاديث رسول الله ﷺ ووصف المنادين والمتمسكين بها بالرجعية والظلامية والتخلف ومهاجمة الأمة وتاريخها الممتد لـ1400 عام والإشارة إلى فجر الإسلام على أنه كان بداية الانتكاسة! وهو إساءة مباشرة لأهل فلسطين المسلمين ولعموم الأمة الإسلامية في شتى أصقاع المعمورة، وهو يشابه إساءات شارلي إيبدو وسخريتها من الإسلام، إذ ظهر على شاشتكم من هاجم مزدرياً حديث رسول الله ﷺ القائل فيما جاء عند البخاري والنسائي: «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً»، وحديثه ﷺ فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً»، وحديثه ﷺ فيما رواه أبو سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ حيث قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى المُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّى أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ» فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ»، قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَلَيْسَ شَهَادَةُ المَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ» قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: «فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ» قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: «فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا».

ووصل الحال بأولئك أن تطاولوا على ما جاء في قول الله تعالى: ﴿فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ، وقوله تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً﴾، ووصف من تربى على هكذا مفاهيم بأنه من القوى الظلامية والرجعية!!

إن الاستهزاء بهذه النصوص الشرعية وتقصّد عدم الوقوف على معانيها الصحيحة ودلالاتها الشرعية الدقيقة ومناسبتها هو جريمة ازدراء للإسلام مكتملة الأركان تتحمل شبكتكم وزرها مع أولئك المفسدين.

وفوق استهزاء هؤلاء المفسدين بنصوص الإسلام وأحكامه عبر شبكتكم وفضائيتكم، فإن تلك الشخصيات المأجورة التي احتضنتموها لا تخجل من تمجيد ثقافة الغرب من ديمقراطية وعلمانية والدعوة إلى تقليد الحضارة الغربية والسير خلف المؤسسات الغربية ومخرجاتها الآثمة من أمثال سيداو والحريات الغربية.

إن تلك الأبواق المأجورة والجمعيات النسوية الممولة من أعداء الإسلام، أهدافها أضحت واضحة لكل مخلص ونزيه، فهي تعمل على تدمير الأسرة بكل ما تعنيه هذه العبارة من معنى؛ تهدف إلى ضرب أحكام الإسلام التي تغرس في نسائنا العفة والطهارة، تهدف إلى جعل المرأة سهلة المنال من خلال كسر القيود والحواجز التي تحول دون استمتاع الرجال بالنساء، هذه الأبواق تهدف إلى جعل المرأة أداة جذابة للدعاية وترويج السلع والخدمات، أداة للمتعة، ولهذا يعملون على نزع كل القيود التي تحول دون ذلك، فالمرأة في نظرهم ليست عرضاً يجب أن يصان، وليست شرفاً يجب أن يحافظ عليه، المرأة في نظرهم يجب أن تكون متحللة من كل القيود الأخلاقية والدينية، متحللة من كل ما يمنع الرجال المجرمين من الوصول إليها، وفي نظرهم لا يجوز للأب أن يلزم ابنته بلبس الجلباب الذي فرضه الله تعالى على نساء المسلمين، وللبنت أن تقيم العلاقات وفق ما تحب، وأن تتزوج من تريد ومتى تريد بغض النظر عن موافقة أهلها أو رفضهم، وبغض النظر عن الدين والخلق القويم، فلا ولاية للأب على أبنائه، ولا قوامة للرجل على بيته، وفوق هذا فإن هذه المؤسسات والجمعيات ترى في الشذوذ حقاً مشروعا، فهل هذا ما تسعى إليه وكالة معا؟!!!

أيها الإخوة:

وفي الوقت الذي تستضيف فضائيتكم تلك الشخصيات التي تهاجم الإسلام وتزدري النصوص الشرعية وتستهدف ثقافة الإسلام بالافتراء والكذب على دين الله وتحريف أحكام الإسلام، كما جاء عند المستشرقين والحاقدين على الإسلام، فإنّكم لم تستضيفوا في المقابل - ولو من باب المهنية الإعلامية - من يعرض الإسلام وأحكام النظام الاجتماعي في الإسلام على حقيقتها ويظهر عظمة التشريع الإسلامي الذي رفع من قدر المرأة وصانها وحفظ لها مكانتها، بل وإنسانيتها، ولم تتيحوا الفرصة أمام المخلصين والواعين على الإسلام لكي يدحضوا افتراءات الغرب وأبواقه ويظهروا عوار العلمانية والديمقراطية وعفنهما، وكأنكم أصبحتم أداة لتشويه الإسلام وتغييب دعاته وحملته!

وهنا نتساءل - بكل أسى - هل أصبحت شبكة معا وفضائيتها منبراً لمهاجمة الإسلام ونساء المسلمين والترويج للكفر ونساء الغرب وحضارة العري والشذوذ والانحلال؟!

وهل باتت الأموال أثمانا مقبولة لديكم لبيع الأعراض ومهاجمة الإسلام؟!

إنّ الإسلام العظيم، الدين الذي يغيّبه الحكام المجرمون عن الحكم والتطبيق ويحاربونه نيابة عن الاستعمار ثقافيا وسياسياً، هو الوحيد الذي أنصف المرأة وأعلى من مكانتها، بل وجعلها في منزلة تحسدها عليها نساء الدنيا ويحسدها عليها الغرب المجرم الذي يصب جام غضبه وكل جهوده وأمواله من أجل النيل من أحكامه وما نتج عنها من عفة وكرامة للمرأة وللمجتمعات في بلاد المسلمين حتى نكون وإياهم في الفاحشة سواء.

فحري بكم أن تكونوا منبراً للمنافحين عن الإسلام وحضارته وعن العفة والكرامة، لا منبرا للمغرضين والمجرمين وتجار الأعراض! وأولى بكم أن يكون لكم سهم في نهضة الأمة وعودتها إلى دينها ومصدر عزتها وكرامتها لا أن تكونوا أعوانا للمستعمرين وأدوات للمفسدين!

وإن عاقبة معاداة الإسلام وموالاة الظالمين والمستعمرين وخيمة وسوداوية، وإنّ مواصلة تعاونكم مع أولئك المجرمين الهادفين إلى إفساد المرأة المسلمة ونشر ثقافة الانحلال والغرب الفاسد يستجلب غضب الله وسخطه، فإن الله قد توعد من يساهم في نشر الفاحشة بالعذاب الأليم. قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.

والأمة الإسلامية وأهل الأرض المباركة فلسطين لن ينسوا يوما من تآمر عليهم وعلى دينهم وأعراضهم، ولينبذنّه نبذ النواة ولو بعد حين. فاتقوا الله في أنفسكم وعودوا إلى رشدكم وتوبوا إلى الله عما أسلفتم واسألوه المغفرة والهداية، وسارعوا إلى تقديم اعتذار لأهل فلسطين عن استضافتكم لهؤلاء المغرضين ورعايتكم لتلك البرامج المفسدة قبل أن يفوت الأوان.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين