نص البيان الذي وزعه شباب حزب التحرير بعشرات الآلاف من النسخ في قطاع غزة اليوم بعد صلاة الجمعة بمناسبة ذكرى هدم الخلافة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الخلافة؛ قوةٌ بعد ضعفٍ وأمنٌ بعد خوف
الخلافة أهم فروض الإسلام العظيم، فهي المطبِّقة لنظامه المحافِظة على عقيدته والناشرة له، ولولاها لما ارتفع صوت للإسلام ولا سمعت البشرية بحضارته.
لقد كانت جيوش المسلمين في ظل الخلافة تدك حصون القسطنطينية وأسوار فينا وتخوم روسيا وترغم كاليفورنيا (أمريكا) على دفع الجزية، أما الآن فأصبحت جيوش الغرب ويهود تغزونا وتسوم المسلمين سوء العذاب، وبغياب الخلافة أريقت دماء المسلمين على يد الكفار وعملائهم، فبلغ عدد القتلى بالملايين في الجزائر، والعراق، وأفغانستان، وآسيا الوسطى، وبورما، وفلسطين، وسوريا... والقائمة تطول، كل ذلك رغم أن عدد الجيش الباكستاني 1,449,000، والإيراني 1,392,483، والتركي 1,043,550، والمصري 1,109,000، والسعودي 733,000، وبقية جيوش المسلمين حوالي 3,000,000، فبغياب الخلافة تلاشت قوتنا وأصبحت جيوشنا كغثاء السيل، وهذه الجيوش أليست قادرة على تحرير بيت المقدس وحمل الإسلام ونشره إلى الناس كافة؟! بلى، ولكنها بحاجة إلى قائد رباني وخليفة راشد يقودها إلى النصر والعزة والتمكين.
في الخلافة كان يحتار المسلمون بمال الزكاة لمن يعطوه، أما اليوم؛ وفي ظل غياب الخلافة نهبت ثروات المسلمين وأصبح سواد المسلمين يعيشون الفقر ويعانون الحرمان، رغم أن 75% من احتياطي النفط العالمي المعروف يقع في الجزيرة العربية، وأن بلاد المسلمين تنتج سنويا 523 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وغيرها الكثير من الثروات الهائلة، كل ذلك بسبب غياب الحكم بما أنزل الله، وعدم تطبيق قول الرسول صل الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ فِي الْكَلَإِ وَالْمَاءِ وَالنَّارِ».رواه أبو داوود.
لذلك كله ولغيره الكثير، نغذ الخطا ونواصل المسير نحو إقامة الخلافة، فبالخلافة تعود بلاد المسلمين بلداً واحداً، يمتلك فيها المسلمون التصرف بخيراتهم فلا يبقى بينهم جائع وجاره إلى جنبه شبعان، ولا يبيت فيهم فقير على حصير بينما ينعم أمير بالحرير، وتصبح جيوشهم جيشاً واحداً لا تقوى قوى الكفر على مواجهته أو النيل منه، وحرماتهم واحدة، ودماؤهم واحدة، يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، كلهم سواسية لا فرق بين عجمي ولا عربي إلا بالتقوى، وبالخلافة سنرد الصاع صاعين لكل من طغى وتجبر على أمة محمد صل الله عليه وسلم ، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ﴾.
هذه الخلافة التي ستكون القوة بعد الضعف والهوان الذي تحياه الأمة الآن من مشرقها إلى مغربها ومن شمالها إلى جنوبها، وستكون الأمن بعد الخوف الذي ملأ بلاد المسلمين وحرم أطفالهم ونساءهم ورجالهم النوم أرقاً وفزعاً من المستعمرين وأدواتهم.
يقول الإمام الماوردي: "فليس دين زال سلطانه، إلا بُدّلت أحكامه، وطُمست أعلامه...، لِما في السلطان من حراسة للدين والذب عنه ودفع الأهواء منه...، ومن هذين الوجهين وجب إقامة إمام يكون سلطان الوقت، زعيم الأمة، ليكون الدين محروساً سلطانُه، والسلطان جارياً على سنن الدين وأحكامه."
ونحن وإياكم على موعد مع وعد الله وبشرى رسوله صل الله عليه وسلم «... ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَىْ مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» فكونوا لها من العاملين.
قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾.
24 رجب الفرد 1438هـ حزب التحرير
21/4/2017 م الأرض المباركة فلسطين