بسم الله الرحمن الرحيم
السلطة الفلسطينية سادرة في تفريطها بوقف تميم الداري رضي الله عنه
تدوس قانونها وتعتدي على أهالي البلد وتعتقل المخلصين
منذ أكثر من شهر والسلطة الفلسطينية وأكابر مجرميها يمارسون القمع والاعتقال والترهيب والأكاذيب والتضليل من أجل طي صفحة أرض الصحابي الجليل تميم بن أوس الداريرضي الله عنهالتي أهدت منها 72 دونما في قلب مدينة الخليل للروس الحاقدين المجرمين، فبعد أن عجزت بالتحايل والقضاء طيلة السنوات الأخيرة عن تمليك الروس الأرض التي تعود ملكيتها للصحابي تميم الداري وذريته إلى يوم الدين بنص إنطاء كريم من رسول اللهصلى الله عليه وسلمكتبه عليرضي الله عنه وشهد عليه أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، سارعت السلطة قبل ما يقارب العام إلى استصدار قرار وزاري بتحويل الوقف إلى ملكية دولة، ثم أتبعته بتاريخ 4/1/2017 بقرار رئاسي وهبت فيه الأرض إلى الروس المجرمين، مخالفة بذلك القرار المستعجل الصادر عن محكمة العدل العليا برام الله بتاريخ 23/6/2016 الذي نص على وقف كامل الإجراءات بحق الأرض، ومستبقة بذلك القرار النهائي الذي من المفترض أن يعيد الأرض إلى أصحابها ما لم تستغل السلطة ثقلها في حمل القضاة على التواطؤ معها في تلك الجريمة، وهو ما بدت بوادره تلوح في الأفق من خلال المماطلة والتأجيل غير المبررين لموعد جلسة النطق بالقرار.
فمنذ أكثر من شهر والسلطة المجرمة تمارس القمع والاعتقال والترهيب بحق أبناء عشائر وعائلات آل تميم والخليل ومنهم شباب حزب التحرير من أجل أن تسكت صوتهم وتمضي بجريمتها، إذ اعتدت على الوقفة السلمية التي دعت إليها العائلات والعشائر بالخليل يوم السبت 4/2/2017م، بالقمع والهراوات والغاز المسيل للدموع واعتقال العشرات، اعتقلت عددا منهم من على الحواجز التي نصبتها على مداخل المدينة، وفي محاولة يائسة من السلطة لإسكات صوت الحق اعتقلت الدكتور ماهر الجعبري عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير، ولكن خاب فألها حين رأت كيف لبت عشائر آل تميم وآل الجعبري وآهالي الخليل دعوة الحزب يوم السبت 25/2/2017م لوقفة سلمية ضد الاعتقال السياسي، وطار عقلها لما رأت الآلاف يحتشدون وسط المدينة رافعين الصوت عالياً في وجه السلطة وجرائمها، ومنافحين عن إخوانهم المعتقلين في سجون السلطة، فبدأت تضرب يمنة ويسرة واعتدت على الناس بالعصي والهراوات والغاز المسيل للدموع والرصاص الحي بالهواء، موقعة الإصابات ومعتقلة العشرات من جديد.
ثم اتبعت ذلك بترويج الأكاذيب لتضليل الرأي العام، من خلال وصف الاحتجاجات بمخالفة القانون وقصد إثارة الفتن، فجاءت تقارير ومواقف هيئات حقوقية تشهد على كذب السلطة وبطلان زعمها حينما أكدت على سلمية ورقي الاحتجاجات وقانونيتها في مقابل همجية وعنجهية السلطة ومخالفتها لقانونها المزعوم، وأما إثارة الفتن فالقاصي والداني يعرف موقف حزب التحرير المعلن من حقوق أهل الذمة في بلادنا، وما قام به الحزب من تبيان الفرق بينهم وبين البعثات الروحية السياسية للدول الاستعمارية والتاريخ الأسود لتلك البعثات في تمرير الأراضي ليهود، كان كافيا لدحض افتراءات السلطة، ورد كيدها إلى نحرها. وأهل الذمة من النصارى وغيرهم يشهدون كيف ضمن الإسلام حقوقهم، وعاشوا في كنف الإسلام والمسلمين في ظل الخلافة الإسلامية التي حفظت لهم حقوقهم منذ العهدة العمرية، بل وائتمنت طوائفهم المسلمين على مفاتيح كنيسة القيامة منذ الفتح الأيوبي، وهم أنفسهم يدركون الفرق بينهم وبين البعثات الروحية ومن يقف خلفها من دول استعمارية، ولكن السلطة المجرمة تحاول تعكير الماء لتصطاد ما يبرر جرائمها.
وهكذا راكمت السلطة جرائمها واحدة تلو الأخرى حتى بلغت في خيانتها لله ورسوله والمؤمنين مبلغا تجاوزت به من سبقها فهي ترتكس من جريمة إلى جريمة شر منها...بلا خجل أو حياء، فمن تفريط بالأرض الوقفية إلى اعتقال المخلصين والاعتداء عليهم وعلى أهالي البلد إلى إشاعة الأكاذيب والافتراءات، وكل ذلك من أجل مكافأة الروس المجرمين بحق الأمة في فلسطين والشام ومن قبل في أفغانستان والشيشان وآسيا الوسطى، غير آبهة بأحكام الإسلام ولا بقانون خطته بأيديها، ذلك القانون الذي يجرم الاعتداء على الوقفات السلمية وأصحاب الرأي، واعتقال الناس لمجرد آرائهم المخالفة لنهج السلطة التفريطي ومواصلة احتجازهم دون مسوغات قانونية، ويجرم مخالفة قرارات محكمة العدل العليا أو الضغط عليها، وينص على منع رئيس السلطة من إهداء أو هبة أي من أملاك الدولة فضلا عن أملاك الناس. فلم تكترث السلطة بالجريمة الشرعية وحرمة ما تقوم به بحق الأرض وأهلها وشباب الحزب، ولم تلتزم بقانون يستر شيئا من سوءتها!! في رسالة واضحة من السلطة مفادها أنها لا تقيم وزنا لحرمات الإسلام أو القانون!!!
أيها الأهل أحفاد صاحب رسول الله تميم الداري:
ثقوا بالله القوي العزيز، واعتصموا بحبل الله جميعا، واثبتوا على مواقفكم والزموا حكم الله تعالى، ولا تصغوا للمُخذلين والجبناء. وإن خذلكم الناس جميعا فإنّ الله لن يخذلكم، وسيبقى حزب التحرير معكم وبينكم يصدع بالحق ويدعو إلى الخير وإقامة الدين حتى يكرمنا الله جميعاً ليس باسترداد هذا الوقف فحسب بل بتحرير الأرض المباركة كلها.
أيها الأهل في الأرض المباركة:
أنتم أصحاب القضية وأنتم أهل الأرض المباركة، وإنكم قادرون بإذن الله تعالى على الوقوف في وجه هذه السلطة المجرمة والأخذ على يدها وكفها عن جرائمها، فاعتصموا بحبل الله جميعا، واصدعوا بالحق وكونوا انصاراً لله تعالى ينصركم {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ{
واعلموا أنّ لكم في الإسلام شأناً عظيماً، فعظموا الإسلام الذي به تنصرون وكونوا مع آل تميم الداري في قضيتهم التي هي قضيتكم.
وختاماً نقول للسلطة:
إنّ حزب التحرير لم يسكت ولن يسكت يوماً عن جرائمكم، وهو لكم بالمرصاد ما دمتم للأعداء ظهيرا، ولن يفت في عضده ممارساتكم الهمجية بحق شبابه، ولن يضره كيدكم إلا أذى، فنحن أقوياء بالله القوي العزيز، وما أنتم إلا مشروع بين يدي أعدائنا الأمريكان والغرب لخدمة مصالحهم وخدمة يهود، وأمركم إلى زوال عما قريب، فالعاقبة للمتقين وليظهرنَّ الله دينه ولو كره الكافرون، قال تعالى: {إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}، فخيرٌ لكم أن ترعووا إن كان فيكم رجل رشيد وأن تتوبوا إلى الله قبل فوات الأوان، قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ}. فأعيدوا الأرض لأهلها وأطلقوا سراح شباب حزب التحرير وكفوا أيديكم عن فلسطين وأهلها إن كنتم تعقلون.
4 جمادى الآخرة 1438هـ حزب التحرير
الموافق 3/3/2017م الأرض المباركة فلسطين