بسم الله الرحمن الرحيم
جرائم كيان يهود لن توقفها وساطات ولا مفاوضات ولا مؤسسات دولية
بل تحرك جيوش المسلمين لتتبر ما علو تتبيراً


رحم الله شهداءنا وشفى الله جرحانا، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
إن عدوان كيان يهود على الأمة الإسلامية لا زال مستمراً ويتعاظم يوماً بعد يوم، منتشياً بدعم أمريكي وتطبيع عربي وتنسيق أمني مع سلطة فلسطينية خائنة، فيقتحم المسجد الأقصى ويدنسه المستوطنون، ويمعن في القتل والتدمير بكل صلف وعنجهية، وتحت سمع وبصر العالم كله في بث حي ومباشر، فإراقة دماء المسلمين باتت هي عنوان الأحداث، وأجسادهم هي خزان الأهداف للصواريخ والطائرات، هذه هي سياسات أعداء الإسلام؛ إشعال الحرائق وشن الحروب وجلب الدمار إلى بلاد المسلمين، حتى أضحت إراقة دمائنا الزكية نقاطاً في سجل إنجازات حكامهم، وصورة من صور الدعاية الانتخابية لونها دماء المسلمين؛ فالرئيس الأمريكي أوباما عزز حملته الانتخابية بقتل الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله تعالى، وليعزز بايدن فرصه وفرص حزبه في الانتخابات النصفية قتل الشيخ أيمن الظواهري رحمه الله تعالى، وهذا ما يفعله الآن قادة الكيان المسخ؛ يسفكون دماءنا ويدنسون مسرى رسولنا صلى الله عليه وسلم لعلهم بجرائمهم يرفعون من رصيدهم، فدماؤنا هي رافعتهم بين شعوبهم!
إن جرائم "المغضوب عليهم" مستمرة باستمرار وجودهم على الأرض المباركة، فوجودهم هو الجريمة الكبرى، بل أمّ الجرائم ومنبعها، وجريمة اغتيال الجعبري وإخوانه قد سبقتها جرائم لم تَعُدْ تحصى، فعدوانهم تجاه فلسطين وأهلها وأقصاها لا يتوقف.
أما زمرة الحكام العملاء فهي زمرة خائنة لله ولرسوله وللمسلمين ودمائهم، لا تحركهم حمية الإسلام ولا نخوة الرجال، وهم ليسوا أكثر من أدوات للخيانة، دورهم في كل جريمة يقترفها أعداؤنا هو احتواء تداعياتها وإحكام قبضتهم على المسلمين لإبقائهم مكبلين يتجرعون الذل، فمهمتهم بعد كل جريمة هي غسل الدماء واحتواء التبعات حرصاً منهم على كيان يهود الذي يحرصون عليه حرصهم على أنفسهم، إنهم حكام أنذال بل عبيد لأعدائنا لا يملكون إلا تنفيذ أوامر أسيادهم في واشنطن ولندن، ودورهم بات معروفاً ومكرراً عقب كل جريمة يقوم بها كيان يهود؛ دور الشريك في السكوت والتغطية والتآمر والتنسيق الأمني.
يا أهلنا في الأرض المباركة: إن جرائم كيان يهود لا تتوقف، وحكام المسلمين متواطئون مع الاحتلال في جرائمه، وجعجعاتهم الإعلامية لن تحمي دماءكم وأقصاكم، وهذا ينطبق على حكام إيران ومصر وقطر.. الخ، فكلهم في الجرم سواء.
إن قضية فلسطين أساسها الإسلام، وتحريرها مسؤولية الأمة الإسلامية وجيوشها، ولهذا وجهوا نداءكم إلى أمتكم لينهض فيها صلاح الدين. ونقول للفصائل والمجاهدين: وجهوا نداءكم نحو أمتكم وجيوشها واقطعوا صلتكم بالحكام المجرمين، فالإسلام والأمة الإسلامية هي الحاضنة الطبيعية لقضية فلسطين وأهلها، ولا يجوز التعويل على أنظمة الخيانة أو الركون إليها أو الثقة بها، فقد أثبتت مع كل عدوان على الأمة ومقدساتها أنها في خندق أعدائنا وأن دورها تعدى الخذلان إلى التآمر، وما يجري الآن من تحركات للوساطة والتهدئة يقوم بها النظامان القطري والمصري، أو دعاوى خفض التصعيد التي تطلقها السلطة الفلسطينية والنظام في الأردن، هي تحركات يملؤها الخذلان كما يملؤها التآمر، وإنا نحذر أهل فلسطين ونحذر المجاهدين أشد التحذير من تلك الأنظمة التي لا تعنيها دماء أهل فلسطين في شيء، فما يعنيها هو السعي لاحتواء الشعوب ومنعها من الجهاد في سبيل الله، والحرص على مصلحة كيان يهود وأمنه، فهذا هو دورهم الذي بات معتاداً إزاء كل جريمة يقترفها أعداؤنا.
وإنه لمن الانتحار السياسي التوجه إلى الأمم المتحدة ومؤسساتها أو استجداء ما يسمى بالمجتمع الدولي، فهؤلاء هم الراعي والداعم لكيان يهود وجرائمه، والمؤسسات الدولية ليست أكثر من أدوات يستخدمها أكابر المجرمين "الدول الكبرى" في تنفيذ جرائمهم بحق المسلمين.
ولذلك فإن كل صوت لا يخاطب الأمة الإسلامية وجيوشها، أو يستجدي عدوها ليحميها من عدوها، إنما هو صوت منكر، غرضه صرف الأنظار عن الجهة الصحيحة الأصيلة القادرة على التحرير، وصرفٌ عن الخطاب الفاعل المؤثر وهو الخطاب الذي يستثير في الأمة الإسلامية عقيدتها، فمسؤولية تحرير الأرض المباركة في أعناق ضباط الجيش المصري والأردني والباكستاني والتركي، إنها في أعناق ضباط وجنود المسلمين في كل بلاد المسلمين، فهم أصحاب القضية وإنّ تركهم واستثناءهم من الخطاب ثم التوجه إلى أمريكا والمؤسسات الدولية هو خيانة ما بعدها خيانة.
أيها المسلمون: لقد كان بيت المقدس عبر التاريخ هو القضية التي تلم شعث الأمة الإسلامية، فتستجمع عليها قواها وتتجاوز وهنها فتدحر عدوها، وعلى أرضها هزمت الصليبيين ودحرت المغول، وإن الأمة الإسلامية اليوم قادرة على اقتلاع كيان يهود الغاصب من جذوره، وردع من يقف خلفه، بل وردّ عدوان كل من تسول له نفسه العدوان عليها، وما الوهن الحاصل فيها إلا طارئ بسبب خيانة حكامها الذين يحرصون على إظهاركم بمظهر الضعيف ويغرسون هذا الوهم في أبنائكم، فالمغضوب عليهم كيانهم هش وجنودهم لا يجرؤون على المواجهة المباشرة، فإذا ما سمعوا أزيز الطائرات الباكستانية والتركية، وهدير الدبابات المصرية، وهزيم المدفعية الأردنية لتجدنهم صرعى في أماكنهم خوفاً ورعباً، فأروا الله من أنفسكم ما تستنزلون به نصره عليكم.
يا جيوش المسلمين: إنا نستنصركم ونخاطبكم من الأرض المباركة بقول الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ‌انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (٣٨) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، وإنكم والله لقادرون على أن تجعلوا كيان يهود أثراً من بعد عين، وتشردوا به من خلفه من القوى الاستعمارية، فعدوكم أشد الناس حرصاً على حياة وأنتم التواقون للشهادة وتحرير مسرى نبيكم، فلا تضللنكم مبررات الحكام الواهية ولا تخاذلهم بل تآمرهم أو تذرعهم بقوة كيان يهود العسكرية أو الظروف الدولية، فنحن لا ننتصر بكثرة عدد أو سلاح، بل بإيمان المؤمنين وعزيمة الصادقين وبتوكلنا على القوي العزيز الذي بيده وحده النصر، فثقوا بدينكم واصدقوا الله يصدقكم وانصروه ينصركم.
وإن نداء حزب التحرير فيكم هو قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ ‌يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾، ﴿إِنْ ‌يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي ‌يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾، فاستجيبوا لله وللرسول صلى الله عليه وسلم، وتحركوا لهدم عروش الظالمين وسيروا نحو الأرض المباركة محررين مهللين مكبرين، وإنه والذي رفع السماوات بغير عمد لنداء حق فيه عز الدنيا والفوز والفلاح في الآخرة، ورضوان من الله أكبر.
اللهم بلغ عنا هذا الخير للمسلمين وجيوشهم واشرح صدورهم به وإليه، والحمد لله رب العالمين.


9 محرم 1444ه                                                                            حزب التحرير
الموافق 7/8/2022م                                                            الأرض المباركة فلسطين